Rahama Ga Duniya
رحمة للعالمين
Mai Buga Littafi
دار السلام للنشر والتوزيع
Lambar Fassara
الأولى
Inda aka buga
الرياض
Nau'ikan
(من أجل النبي ﷺ) (١).
وبقيت الشمس ومعها القمر كلاهما في الغار لثلاثة أيام (٢).
وكانت أسماء بنت أبي بكر تأتيهما بالطعام، وكان عبد الله بن أبي بكر يخبرهما بما يقوله أهل مكة (٣)، أما عامر بن فهيرة وهو مولى عبد الله أخي عائشة ﵂ والمسئول عن قطيع أبي بكر كان يرعى الغنم، ويحمل إلى رسول الله ﷺ ما يحتاج إليه من حليب، ويعفى آثار القادمين بقطيع الغنم (٤).
وقد أثاب الله أبا بكر على صدقه وإخلاص أن قال تعالى: ﴿إن الله معنا﴾ فكان مع النبي ﷺ في معية الله.
الخروج من الغار:
وفي الليلة الرابعة خرج من بيت أبي بكر ﵁ بعيران أعدا إعدادا جيدا لهذا السفر، فركب النبي ﷺ ومعه أبو بكر على أحدهما، بينما ركب على الآخر عامر بن فهيرة وعبد الله بن الأريقط (الذي استؤجر ليكون دليل السفر)، واتجه الركب إلى المدينة في غرة ربيع الأول، يوم الاثنين (١٦ سبتمبر ٦٢٢ م)
وكانت هجرة النبي ﷺ اقتداء بسنة الأنبياء السابقين فقد ورد ذكر هجرة إبراهيم خليل الرحمن، وموسى وداود ﵈ في التوراة، وقد تحقق نصر الله تعالى للنبي الكريم بعد الهجرة، مثلما كان يحدث للأنبياء السابقين.
وترك الدليل الطريق الوسطى واتخذ المضي بمحاذاة ساحل البحر، وحين كان النبي ﷺ يمر بالمنطقة التي تتوسط قلعة رابغ الحالية وساحل البحر، خرج سراقة بن جعثم يتعقبه، يقول عبد الرحمن بن مالك المدلجي وهو ابن أخي سراقة:
"بينما سراقة يجري بفرسه لابسا البيضة آخذا بالرمح مدججا بالسلاح إذ أبصر
(١) سيرة ابن هشام المجلد الأول [ص:٧٣]. (٢) قال يوناثان النبي لداود: وفي اليوم الثالث تنزل سريعا تأتي إلى الموضع الذي اختبأت فيه. صموئيل الأول الإصحاح ٢٠/ ١٩ [ص:٤٦٢] الطبعة السابقة. (٣) سيرة ابن هشام المجلد الأول [ص:١٧٣] والطبري ٢/ ٢٤٧. (٤) البخاري، باب المغازي عن عائشة.
1 / 80