Rahama Ga Duniya
رحمة للعالمين
Mai Buga Littafi
دار السلام للنشر والتوزيع
Lambar Fassara
الأولى
Inda aka buga
الرياض
Nau'ikan
وكان أنيس وهو أخو أبي ذر شاعرا فصيحا ذائع الشهرة، فقدم مكة ولقي النبي ﷺ ورجع إلى أبي ذر فقال له: "رأيت محمدا يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر".
فقاد أبو ذر: ما شفيتني مما أردت، وانطلق راجلا ووصل إلى مكة، لم يكن أبو ذر ﵁ يعرف النبي ﷺ كما أنه كره أن يسأل أحدا عنه، فشرب من ماء زمزم واستراح في الكعبة، وبينما هو كذلك إذ قدم علي ﵁، فوقف عنده وقال: يبدو أن هنا غريب، فقال أبو ذر، نعم، فقال علي المرتضى ﵁، اتبعني فتبعه، ولم يسأله علي ﵁ شيئا، كما أن أبا ذر لم يقل شيئا، وطلع الصباح، فذهب أبو ذر مرة ثانية إلى الكعبة عازما على البحث عن النبي ﷺ، ولكنه لم يسأل أحدا، فمر به علي مرة ثانية، فقال له: لعل الرجل لم يجد مناله؟ قال أبو ذر ﵁: "نعم" فذهب به علي ﵁ وسأله عمن يكون وما الذي أقدمه؟ فقال أبو ذر: إن حفظت السر أخبرتك، فعاهده علي ﵁ على ذلك، فقال أبو ذر ﵁: سمعت أن في هذه البلدة رجلا يقول إنه نبي الله، فأرسلت أخي، فلم يأتني بما يشفيني ولهذا جئت بنفسي.
قال علي ﵁، لقد أحسنت بمجيئك وكان خيرا إن لقيتني، إني ذاهب إليه فامض معي، سأدخل أولا لأرى هل الوقت مناسب للقاء ... والخلاصة أن أبا ذر ﵁ وصل مع علي المرتضى ﵁ إلى النبي ﷺ فسأل النبي ﷺ عن الإسلام، وأجابه النبي ﷺ فأسلم أبو ذر على الفور. فقال له النبي:
"يا أبا ذر احفظ عليك هذا الأمر، وارجع إلى قومك حتى يأتيك أمري".
فقال أبو ذر "والله لأعلن هذا بين هؤلاء الأعداء". وانطلق أبو ذر ناحية الكعبة، واجتمعت قريش فنادى بأعلى صوته: "أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله" فقال كفار قريش: اضربوا هذا الصابئ وبدأوا في ضربه إلا أن العباس قدم وأكب عليه قائلا ويلكم هذا رجل من قبيلة غفار من حيث تمضي تجارتكم إلى الشام، فتراجع الناس، وفي اليوم التالي عاد لمثلها فضربوه فخلصه العباس، ثم عاد أبو ذر ﵁ إلى قومه (١)
_________
(١) صحيح البخاري كتاب المناقب عن ابن عباس [٤/ ٤١، ٢/ ٢٤٢] وفي مدارج النبوة أن أبا ذر ﵁ عاش على ماء زمزم نحو شهر، وكان هذا ماءه وغذاءه حتى تسكن بطنه.
1 / 68