Matafiya Musulmi a Karni na Tsakiya
الرحالة المسلمون في العصور الوسطى
Nau'ikan
هو محمد بن محمد بن علي العبدري نسبة إلى جده الأعلى عبد الدار بن قصي القرشي. أصله من بلنسية. ولسنا نعرف من سيرة حياته شيئا كثيرا. ولكن الثابت أنه كان على مقربة من الصويرة (مغادور
Mogador ) في المغرب الأقصى حين سافر لتأدية فريضة الحج سنة (688ه/1289م). واتخذ العبدري في رحلته طريق أفريقية الشمالي إلى الإسكندرية، ومنها بالطريق البري إلى مكة، وأقام بعد الحج فترة من الزمن بفلسطين، ثم قفل معرجا على الإسكندرية. ودون أخبار رحلته، وأشار فيها إلى مواطنه ابن جبير. وقد وصلت إلينا بضع مخطوطات من هذه الرحلة محفوظة في خزانات متفرقة. ونشر منها المستشرق الفرنسي شاربونو
Charbonneau
بعض مقتطفات في المجلة الآسيوية الفرنسية (ج4 من الحلقة الخامسة).
وعني العبدري في رحلته ببيان المواقع الجغرافية، وذكر المعالم الأثرية، ودراسة العادات في البلاد التي مر بها؛ فضلا عن الكلام على أعلام الفقهاء المسلمين في عصره. ومما عرض له شدة ما يلقاه القادمون إلى ثغر الإسكندرية من قسوة مفتشي المكوس. فقد كتب في هذا الصدد: «ومن الأمر المستغرب والحال الذي أفصح عن قلة دينهم أنهم يعترضون الحجاج، ويجرعونهم من بحر الإهانة الملح الأجاج. ويأخذون على وفدهم الطرق والفجاج، يبحثون عما بأيديهم من مال ، ويأمرون بتفتيش النساء والرجال. وقد رأيت من ذلك يوم ورودنا عليهم ما اشتد له عجبي، وجعل الانفصال عنهم غاية أربي. وذلك لما وصل إليها الركب جاءت شرذمة من الحرس، لا حرس الله مهجتهم الخسيسة، ولا أعدم منهم لأسد الآفات فريسة، فمدوا في الحجاج أيديهم، وفتشوا الرجال والنساء، وألزموهم أنواعا من المظالم، وأذاقوهم ألوانا من الهوان، ثم استخلفوهم وراء ذلك كله، وما رأيت هذه العادة الذميمة، والشيمة اللئيمة في بلد من البلاد، ولا رأيت في الناس أقسى قلوبا، ولا أقل حياء ومروءة، ولا أكثر إعراضا عن الله، سبحانه، وجفاء لأهل دينه من أهل هذا البلد.»
البلوي
هو القاضي أبو البقاء خالد بن عيسى البلوي غادر الأندلس سنة (736ه/1335م) في رحلة إلى أقطار الحجاز لتأدية الفريضة وزيارة بعض الأقطار الإسلامية. فمر بتونس والإسكندرية والقاهرة وأقام بعض الوقت ببيت المقدس. ورافق منها ركب الحاج السوري إلى الحجاز. ثم دون أخبار رحلته في كتاب سماه «تاج المفرق في تحلية علماء المشرق» فرغ من تأليفه سنة (767ه/1365م)، وقد وصلت إلينا نسخ مخطوطة منه، لا تزال محفوظة في بعض الخزانات العامة.
وعني البلوي في أخبار رحلته بوصف البلاد التي مر بها، والإشارة إلى آثارها وذكر علمائها وأدبائها مع نبذ من أشعارهم ونثرهم. ولكنه نقل كثيرا من غيره من المؤلفين والرحالة، ولا سيما عن ابن جبير؛ فقد أخذ عنه وصف الإسكندرية والقاهرة ومكة والمدينة. بل إن معاصره لسان الدين بن الخطيب صاحب كتاب «الإحاطة في أخبار غرناطة» فطن لهذا العيب في تأليفه، فكتب عنه في الكتاب المذكور: «حج وقيد رحلته في سفر وصف فيه البلاد ومن لقيه بفصول جلب أكثرها من كلام الأصبهاني وصفوان وغيرها.»
ابن بطوطة
هو أعظم الرحالة المسلمين قاطبة، وأكثرهم طوافا في الآفاق، وأوفرهم نشاطا واستيعابا للأخبار، وأشدهم عناية بالتحدث عن الحالة الاجتماعية في البلاد التي تجول فيها. حقا إنه لم يكن فقيها دقيق الملاحظة سليم الحكم مثل ابن حجر، ولكن حديث رحلاته الطويلة غني بالأحداث، يشع بالحياة، ويشهد بأن ابن بطوطة كان من المغامرين الذين لا يقر لهم قرار، ومن الذين يدفعهم حب الاستطلاع والرغبة في الاستمتاع بالحياة إلى أن يركبوا الصعب من الأمور.
Shafi da ba'a sani ba