Daga Darajar Habasha
رفع شان الحبشان للسيوطي
Nau'ikan
فقال: يا بني، أما بكائي فرقة الوالدين، وأما ما قلت، كيف يكون هذا خيرا لي؟! فلعل ما صرف عنك أعظم مما ابتليت به، ولعل ما ابتليت به أيسر مما صرف عنك.
ثم نظر لقمان أمامه فلم ير ذلك الدخان والسواد، وإذا بشخص أقبل على فرس أبلق، عليه ثياب بيض وعمامة بيضاء، يمسح الهواء مسحا، فلم يزل يرمقه بعينه حتى كان منه قريبا، فتوارى عنه ثم صاح به: أنت لقمان؟ قال: نعم، قال أنت الحكيم؟! قال: كذلك يقال، وكذلك نعتني ربي، قال: ما قال لك ابنك هذا السفيه؟ قال: يا عبد الله من أنت، أسمع كلامك ولا أرى وجهك؟! قال أنا جبريل، ما لي بشيء من أمركما علم، وقد أمرني ربي بخسف هذه المدينة ومن فيها، فأخبرت أنكما تريدانها، فدعوت ربي أن يحبسكما عني بما شاء، فحبسكما بما ابتلى به ابنك، ولولا ذلك لخسفت بكما مع من خسفت.
ثم مسح جبريل يده على قدم الغلام فاستوى قائما، ومسح يده على الذي كان فيه الطعام فامتلأ طعاما، وعلى الذي كان فيه الماء فامتلأ ماءا، ثم حملهما وحماريهما، فزجل بهما كما يزجل الطير، فإذا هما في الدار الذي خرجا بعد أيام وليالي.
وحكم لقمان كثيرة مأثورة، وفيما أوردناه كفاية.
Shafi 108