فشكرها هنفر وقال: لا تظني أني نسيت الحجرة الصيفية؛ ففي الغد يأتيك أنبغ تلاميذي بنامون بن بسار، ويقوم بزخرفتها على أكمل الوجوه، إني أثق به ثقتي بنفسي، ولعلك ترحبين به وتشجعينه.
فشكرته على عنايته بها، ووعدته خيرا.
واطرد تيار القادمين، فجاء المعمار هني، وقفاه آني حاكم الجزيرة، وتبعهما بعد حين قليل الشاعر رامون حتب. وكان آخر من أتى الفيلسوف هوف، الذي كان في يوم من الأيام أستاذ جامعة أون الأكبر. وقد عاد أخيرا إلى آبو مسقط رأسه، بعد أن نيف على السبعين من عمره، وكانت رادوبيس لا تفتأ تداعبه، فقالت له وهي تستقبله: ما لي إذا رأيتك أشتهي أن أقبلك؟
فقال الرجل بهدوء: لعلك يا مولاتي من هواة التحف القديمة. •••
ودخلت جماعة من الجواري يحملن أواني من الفضة ملئت طيبا، وباقات من أزهار اللوتس، فدهن رءوس الحاضرين وأيديهم وصدورهم بالطيب، وأهدين إلى كل منهم زهرة من اللوتس.
وقالت رادوبيس بصوت عال: ألم تعلموا بما حدث لي اليوم؟
فتطلع إليها الجميع بانتباه، وساد الصمت، فقالت باسمة: نزلت أستحم ظهر اليوم في البركة، فهبط نسر بغتة وخطف فردة صندلي الذهبي، وطار بها.
فبدت الدهشة والابتسامة على الوجوه، وقال الشاعر رامون حتب: إن رؤيتك في الماء عارية تهيج الطيور الكاسرة!
وقال عانن بحماس: أقسم بالرب سوتيس على أن النسر كان يتمنى لو يخطف صاحبة الصندل.
فقالت رادوبيس آسفة: كم كان عزيزا لدي!
Shafi da ba'a sani ba