وَبَاقِي الابيات سَوَاء قَالَ الشَّيْخ زين الدّين ابْن رَجَب فِي كِتَابه الطَّبَقَات عَن هَذِه الابيات قَالَ وَيُقَال إِن أَبَا حَيَّان لم يقل أبياتا خيرا مِنْهَا وَلَا أفحل انْتهى
ووجدتها أَيْضا بِخَط شَيخنَا الْحَافِظ أبي بكر مُحَمَّد بن الْمُحب وَقرأَهَا على أبي حَيَّان عرضا فَإِن شَيخنَا لما حج فِي سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة إجتمع بِأبي حَيَّان بِمَكَّة زَادهَا الله شرفا وَسمع من لَفظه جُزْءا من فَوَائده فِي أَوله اناشيد غزلية من نظمه أخر ابو حَيَّان قرَاءَتهَا أَولا ثمَّ قَرَأَهَا آخر الْجُزْء وَاعْتذر عَن قرَاءَتهَا فِيمَا قَالَه شَيخنَا فِي تِلْكَ الْبقْعَة الشَّرِيفَة مِمَّا لَا عذر لَهُ فِيهِ إِلَّا من جنس عذره لنظمه لذَلِك
وَقَرَأَ شَيخنَا أَيْضا على ابي حَيَّان أَحَادِيث عدَّة من مروياته فِي يَوْم الْأَحَد سادس ذِي الْحجَّة من السّنة
وأوقف أَبَا حَيَّان على هَذِه الأبيات الَّتِي مدح بهَا الشَّيْخ تَقِيّ الدّين عرضهَا عليد فَقَالَ قد كشطتها من ديواني وَلَا أثني عَلَيْهِ بِخَير وَقَالَ ناظرته فَذكرت لَهُ كَلَام سِيبَوَيْهٍ فَقَالَ يفشر سِيبَوَيْهٍ قَالَ يَعْنِي ابا حَيَّان وَهَذَا لَا يسْتَحق الْخطاب انْتهى
وَهَذِه الْقِصَّة ذكرهَا الْحَافِظ الْعَلامَة أَبُو الْفِدَاء اسماعيل بن كثير فِي تَارِيخه وَهِي أَن أَبَا حَيَّان تكلم مَعَ الشَّيْخ تَقِيّ الدّين فِي مَسْأَلَة فِي النَّحْو فَقَطعه ابْن تَيْمِية فِيهَا وألزمه الْحجَّة فَذكر ابو حَيَّان كَلَام سِيبَوَيْهٍ فَقَالَ ابْن تَيْمِية يفشر سِيبَوَيْهٍ أسيبويه نَبِي النَّحْو أرْسلهُ الله بِهِ حَتَّى يكون مَعْصُوما سِيبَوَيْهٍ أَخطَأ فِي الْقُرْآن فِي ثَمَانِينَ موضعا لَا تفهمها أَنْت وَلَا هُوَ هَذَا الْكَلَام أَو نَحوه على مَا سمعته من جمَاعَة أخبروا بِهِ عَن هَذِه الْوَاقِعَة
1 / 65