Radd Jamil
الرد الجميل لإلهية عيسى بصريح الإنجيل - ط العصرية
Nau'ikan
وإن اعتبرت من حيث هي عاقلة لذاتها، فهذا الاعتبار عندهم عبارة عن معنى العاقل/ وهو المسمى؛ بأقنوم الابن والكلمة.
وإن اعتبرت بقيد كون ذاتها معقولة لها، فهذا الاعتبار عندهم هو المسمى؛ بأقنوم معنى المعقول وروح القدس.
فعلى هذا الاصطلاح يكون العقل عبارة عن ذات الإله فقط، والأب مرادفا له، والعاقل عبارة عن ذاته، بقيد كونها عاقلة لذاتها، والابن والكلمة مرادفين له، والمعقولية عبارة عن الإله الذي ذاته معقولة له، وروح القدس مرادفا له، فقد ثبت بهذين الاصطلاحين؛ أن الكلمة عبارة عن الذات الموصوفة بالعلم/ والعقل، وكذلك الابن. فإذا كل منهما أقنوم مدلوله:
العالم أو العاقل.
فقوله: «في البدء كان الكلمة»؛ يريد: في البدء كان العالم.
وقوله: «والكلمة كان عند الله» معناه: والعالم لم يزل موصوفا به الإله، يريد: إن هذا الوصف لم يزل ثابتا للإله. وكان هاهنا [يريد: إن هذا الوصف لم يزل ثابتا للإله، وكان هاهنا] «1» بمعنى لم يزل.
وقوله: «وإله هو الكلمة»، معناه: وهذه الكلمة التي مدلولها العالم، ذلك العالم هو الإله.
وقوله: «كان هذا قديما عند الله»، معناه: لم يزل مدلول هذا الاعتبار/ وهو العالم الذي هو مدلول الكلمة موصوفا به الإله، وهو إله لأنه أخبر عنه بذلك بقوله: «وإله هو الكلمة»، ليقطع بذلك وهم من يعتقد أن العالم الذي هو مدلول الكلمة، غير الإله.
هذا اعتقادهم في هذه الأقانيم «2». وكلام شارح إنجيلهم في أول هذا الفصل، وإذا صحت المعاني فلا مشاحة في الألفاظ، ولا فيما يصطلح عليه المصطلحون، فقد وضح بما شرحوه أن أول هذا الفصل لا دلالة فيه على الإلهية لعيسى عليه السلام البتة.
بقي في الفصل شبهتان فيهما مزل القدم:
Shafi 76