إذ ليس بنص ولا ظاهر في انقطاع الكرامات بالموت واختصاصها بحال الحياة لأن الدنيا عبارة (1) عن كل المخلوقات من الجواهر والأعراض الموجودة قبل الدار الآخرة فالمراد بالدنيا في كلامه ما قابل الآخرة وهي ما بعد البعث من القبو لا ما قبله حتى يشمل ما بعد الموت إلى البعث وإن احتمله الكلام احتمالا غير مؤيد بدليل ومن ثم نقل ابن القيم عن أبي يعلى إن عذاب القبر من الدنيا لانقطاعه قبل البعث بالفناء ولا يعرف أمد ذلك وأيده الجلال في شرح الصدور ويؤيده ما أخرجه هناد بن السري في الزهد عن مجاهد قال للكفار هجعة يجدون فيها طعم النوم حتى يوم القيامة فإذا صيح بأهل القبور يقول الكافر يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا فيقول المؤمن إلى جنبه هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون وفي المواهب اللدنية بإسناد صحيح إلى عكرمة مولى ابن عباس أنه سئل عن يوم القيامة أهو من الدنيا أم من الآخرة فأجاب بأن نصفه الأول الذي يقع فيه الفصل والحساب من الدنيا ونصفه الآخر الذي يقع فيه الانصراف إلى النار والجنة من الآخرة ا ه فإذا كان يوم القيامة بعد فناء البرزخ (2) وما يتعلق به حكم في نصفه الأول بأنه من الدنيا فبالأولى أن يحكم على البرزخ بأنه من الدنيا حقيقة فعلى هذا يؤخذ جواز وقوع كرامات الأولياء بعد موتهم من قوله بدار دنيا ومن ثم لم
Shafi 6