الكرامة لا تختص بحال الحياة فلا تنقطع بالموت بخلاف المعجزة للنبي حيث اعتبر في حقيقتها الاقتران بدعوى النبوة وقصد إظهارها عند تحدي المنكرين وحينئذ فما يظهر من الخوارق بعد موت الأنبياء يكون كرامة لهم لا معجزة فمن أطلق لفظ المعجزة فقد تسمح بخلاف كرامة الولي إذ لم تعتبر في حقيقتها دعوى الولاية وقصد إظهار الكرامة بل الولي مظهر لها إذ هي كما تقدم الأمر الخارق للعادة وهو الفعل الذي لا يدخل تحت كسب العبد واختياره بل هو حاصل بفعل الله والولي مظهر له أي (1) محل لظهوره وفي هذا الأمر لا فرق بين حياة الولي وموته هذا ما أفاده كلام المحقق التفتازاني في شرح العقائد النسفية فإن قلت ما الدليل على جواز وقوع الكرامة بعد الموت وعدم اختصاصها بحال الحياة قلت الدليل على ذلك أن الكرامة بعد الموت أمر ممكن وكل ممكن جائز الوقوع فالكرامة بعد الموت جائزة الوقوع إذ لو لم نقل بجواز الوقوع للزم ترجيح أحد طرفي الممكن بلا مرجح وهو محال وأيضا لو قلنا بعدم جواز الوقوع مع كونها مخلوقة لله تعالى ومقدورة له إذ هي من جملة الممكنات (2) وقدرته تعالى
Shafi 4