كرامات الأولياء حال حياتهم وتنكرها بعد وفاتهم وتنكر كرامات التصرف حال حياتهم وبعد مماتهم وهؤلاء وإن لم يبالغوا كالمعتزلة في الانكار فهم على شفا جرف هار قال العلامة ابن حجر ومطالعة كتاب الصفوة تحصل العلم بوقوعها ضرورة وقد رأينا من كراماتهم أحياء وأمواتا ما يوجب ذلك فلا ينكرها إلا مخذول فاسد الاعتقاد في أولياء الله تعالى وخواص عباده نفعنا الله بهم انتهى وقال العلامة الثاني سعد الدين التفتازاني في شرح المقاصد بعد كلام وبالجملة فظهور كرامات الأولياء تكاد تلحق بظهور معجزات الأنبياء وإنكارها من أهل البدع ليس بعجيب إذ لم يشاهدوا ذلك في أنفسهم ولم يسمعوا به من رؤسائهم مع اجتهادهم في العبادات واجتناب السيئات فوقعوا في أولياء الله أهل الكرامات يأكلون لحومهم ويمزقون أديمهم جاهلين كون هذا الأمر مبنيا على صفاء العقيدة ونقاء السريرة واقتفاء الطريقة بل العجب من قول بعض فقهاء أهل السنة فيما يروى عن إبراهيم بن أدهم أنه رؤى بالبصرة وبمكة يوم التروية إن من اعتقد جوازه فقد كفر والإنصاف ما قاله النسفي وقد سئل عما قيل إن الكعبة كانت تزور أحد الأولياء هل يجوز القول به فقال نقض العادة لأهل الولاية جائز عند أهل السنة انتهى قال اليافعي ومعلوم أن الكعبة في مكانها لم تفارقه وإن ما وراء العقل طور آخر انتهى وقال الإمام السبكي إني لأتعجب كل العجب من منكر الكرامة ويزداد تعجبي عند نسبة إنكارها للأستاذ أبي إسحاق الأسفراييني وهو من أساطين أهل السنة على أن نسبة إنكارها إليه كذب وإنما الذي ذكره الرجل في كتبه أنها لا تبلع خرق العادة حيث قال ما كان معجزة لنبي (2) لا يجوز مثله كرامة لولي وإنما غاية الكرامات إجابة دعوة أو شربة ماء في مفازة أو كسرة في منقطعة أو ما يضاهي ذلك انتهى وجرى على نحوه الإمام الحليمي ثم
Shafi 11