ومما يسألون عنه أن يقال لهم: خبرونا عن قول الله سبحانه فيما يحكي عن موسى عليه السلام في قتله الكافر الذي قتله عن غير دعوة منه له إلى الله ولا معرفة أن موسى رسول الله: { قال هذا من عمل الشيطان إنه عدو مضل مبين{ ، ولم يقل: هذا من قضاء الله ولا عمله. أفتقولون: إن ذلك كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنه من قبل الشيطان، أم تقولون إن موسى أتي من قبل الرحمن؟ فإن قالوا: بل أتي من قبل الشيطان كما قال الله، وكما قال موسى عليه السلام، وهو أعرف بالله وبكل أمر كان من الله، ولو كان من الله لقال صلى الله عليه وسلم: هذا من قضاء الله؛ فقد صدقوا ورجعوا إلى الحق، وتابوا وخرجوا من الباطل، وصاروا عادلين، ولنبي الله عليه السلام مصدقين. وإن قالوا: بل لم يؤت موسى في ذلك إلا من الله، والله أدخله في قتله ومعصية ربه بقضائه على موسى بقتل الرجل، ولولا قضاء الله لم يقتله موسى؛ كانوا في ذلك لموسى عليه السلام مكذبين، وقد زعموا أنهم أعلم بالله من موسى عليه السلام، وهذا غاية الطعن على الله عز وجل، وعلى نبيه صلى الله عليه، وفي ذلك الكفر بالله صراحا.
Shafi 322