فلينظر المصنف وليتأمل فالأمر كما قال- ﵀: أمركم عجيب معجب وهذا حال غلاة زماننا تشابهت قلوبهم فتشابهت أقوالهم جمعوا بين الضدَيْن الغلو والتنقص، فجعلوا للنبي ﷺ خصائص الربوبية والألوهية، بل جعلوها لمن دون الرسول وبدّعوا من جرد التوحيد بل كفّروهم وضمنوا إلى هذا الغلو التنقيص للنبي ﷺ بحيث إنهم لا يلتفتون إلى سنته ولا يعبئون بها إذا خالفت ما عليه مشايخهم ويقولون مشايخنا أعلم منا وفرضنا التقليد ويعيبون على من قدّم سنة النبي ﷺ على ما خالفها وينسبونه إلى الجهل وتنقص العلماء وهم مع ذلك مخالفون لإمام المذهب الذي ينتسبون إليه ولأتباعه من علماء مذهبه ولسائر الأمة في النهي عن تقليدهم.
وضموا إلى ذلك موالاة أعداء أئمة المذاهب الذي ينتحلونه من المعطلة بزعمهم أنهم أهل الحق والسواد الأعظم فجمعوا بين الغلو في أهل مذهبهم لاسيما متأخريهم وبين تنقّصهم بحيث زعموا أن مخالفيهم في الأسماء والصفات والإيمان وغير ذلك هم أهل الحق الذين لا يجوز مخالفتهم كما جمعوا بين الغلو والتنقص في جانب الرسول صلوات الله وسلامه عليه.
قال المعترض: وأما استدلالكم على أن النبي لا يشفع بقوله: ﴿مَا لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا شَفِيعٍ﴾ [السجدة:٤] قال والآية نزلت في الكفار قال
1 / 26