دخل الجنة" ١ فرتب دخول الجنة على العلم بأن لا إله إلا الله وهذا يبين معنى أحاديث أُخر كقوله ﷺ: "من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة" ٢ "ومن قال لا إله إلا الله صدقًا من قلبه دخل الجنة" ٣ وغير ذلك من الأحاديث. وأن المراد من هذه الأحاديث ونحوها العلم بأن لا إله إلا الله وهذه الأمور التي انتشرت في أكثر الأمصار من الاستغاثة بالمقبورين في تفريج الكربات وسؤالهم قضاء الحاجات والتقرب إليهم بالنذور والذبائح وغير ذلك من أنواع القربات ومن لم يعرف أن هذا تأُّلُهٌ لغير الله وشرك عظيم تنفيه لا إله إلا الله فهو لم يعلم أن لا إله إلا الله حقيقة العلم.
وزعم المعترض أننا بإنكارنا ما تضمنته الأبيات المشار إليها من الغلو فيه ﷺ متنقصون لجنابه صلوات الله وسلامه عليه، فهذا من قوله مثل قول النصارى لما قال النبي ﷺ: "إن عيسى عبد لله مربوب" قالوا إنه.
_________
"١" صحيح: صحيح مسلم "٢٦" من خديث عثمان ﵁.
"٢" حسن: أخرجه أحمد في "مسنده" "٥/٢٣٣"، وأبو داود والحاكم في "المستدرك" "١/٥٠٣، ٦٧٨"، وفي "معرفة علوم الحديث" "ص ٧٦"، والبزار في "مسنده" "٢٦٢٦"، والبيهقي في "شعب الإيمان" "٩٤، ٩٢٣٧"، و"الاعتقاد" " ص ٣٧". كلهم من طريق عبد الحميد بن جعفر عن صالح بن أبي بن أبي عريب عن كثير بن مرة عن معاذ بن جبل مرفوعًا. وحسَّنه العلامة الألباني ﵀ في "أحكام الجنائز" "ص ٤٨".
"٣" صحيح: أخرجه أحمد في "مسنده" "٤/١٦"، والطيالسي من طريق هشام الدستوائي عن يحي بن أبي كثير عن هلال بن أبي ميمونة عن عطاء بن يسار عن رفاعة الجهني مرفوعًا بلفظ: "لا يموت عبد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله صدقًا من قلبه ثم يُسدد إلا سلك في الجنة". وهذا إسناد حسن. وقد أخرجه أبو يعلي في "مسنده" "٣٢٢٨" بلفظ قريب منه بإسناد صحيح من حديث أنس. ومعناه ثابت في صحيح البخاري من حديث معاذ ﵁.
1 / 21