Ubangijin Lokaci

Sayyid Qimni d. 1443 AH
75

Ubangijin Lokaci

رب الزمان: الكتاب وملف القضية

Nau'ikan

2

والعلم الحديث يؤكد أن الكون كله من أكبر أجرامه إلى أدناها، يعتمد الكروية في تشكيله، والإهليجية في حركته «الإهليجية هي الطواف دائريا على منحنى بيضاوي»؛ فالأرض مثلها مثل بقية كواكب المجموعة الشمسية، كرة تطوف على منحنى بيضاوي حول مركز هو الشمس، والشمس كأي نجم كرة نارية تطوف مصطحبة معها كواكبها بنفس الطريقة، حول مركز مجرتها «التبانة»، والمجرات بالملايين والنجوم بالبلايين، وكلها كروية في تشكيلها، ذات طواف إهليجي في حركتها، وينطبق هذا حتى على أدق الأجسام الكونية، فالذرة مجموعة شمسية مصغرة؛ إذ هي عبارة عن إلكترونات كروية تطوف إهليجيا حول مركز كروي هو نواة الذرة.

والغريب أن الإنسان - منذ فجر التاريخ - عندما كان يريد إثبات خضوعه لناموس الكون، كان يضع نقطة اعتبارية يقدسها ويطوف حولها، كطواف الكواكب حول الشمس أو الإلكترونات حول الذرة، كما لو كانت الكروية أو الاستدارة ناموسا قدسيا إلى جانب كونها ناموسا علميا.

ولما كانت المكتشفات الفلكية القديمة «في الرافدين»، قد توقفت عند سبعة كواكب تدور حول الشمس، فيبدو أن ذلك سوغ للإنسان القديم أن يضع لطوافه حول بيوت الآلهة المقدسة وحدة قياسية مقدسة تتكون من سبعة أشواط، مع الأخذ في الحسبان أن هذه الكواكب السبعة كانت آلهة في نظره.

الحج في العقائد القديمة

ومنذ بداية التاريخ الفرعوني، اتخذت مدينة «أبيدوس» مكانة قدسية لا تبارى، فقد اعتقد القوم هناك أن رأس الشهيد «أوزيريس» مدفون فيها. ومع بداية العصر المتوسط الأول، أصبحت زيارة البيت المقدس في «أبيدوس» والطواف حوله سبعة أشواط؛ حجا وفريضة إجبارية على كل مؤمن بأوزيريس، في حين أمست السنة المستحبة هي الدفن بجوار حبيبهم الشهيد، باعتبار جواره وحماه، أقدس وأطهر مكان على الأرض، بل هو في اعتقادهم مركز الكون، حتى أطلق الكهان على مدفن أوزيريس «أباتون»، أي الحرم؛ لأن الغناء أو الطبل أو الصيد، أو حتى مجرد الجهر بالصوت كانت محرمة في «أبيدوس».

وحتى اليوم، لم يزل العامة حول المنطقة ولمسافات بعيدة، يقصدون آبار المياه المقدسة في أبيدوس للإخصاب والاستشفاء دون علم بأصل هذه القدسية الحقيقي؛ فالمسيحيون يقصدونها معتقدين أنها قبر قديس من آباء الكنسية الأوائل، ويقصدها المسلمون واضعين في حسبانهم أن هذا القبر مقام ولي من الصالحين.

3

وفي بلاد الرافدين تبنت الدول السامية حضارة سومر، وخلال الحضارات التي توالت هناك من «أكد» إلى «بابل» إلى «آشور» إلى «كلديا»، كان المصطلح السومري «إيلو» أو «أيل» هو اسم العلم المطلق الدال على الإله المعبود،

4

Shafi da ba'a sani ba