Ubansu Juyin Juya Hali
رب الثورة: أوزيريس وعقيدة الخلود في مصر القديمة
Nau'ikan
أن يكون أوزير قديما فعلا قدم الوادي، لكنه ظل منكورا مغمورا، حتى ظهر بفعل ظروف جديدة طرأت في الأسرة الرابعة ثم أدت لعلو شأنه في الأسرة الخامسة، حتى سيطر في السادسة، وساد مع بداية الدولة الوسطى، كما سلف في المصادر.
أن يكون أوزير إلها حديثا ، لم يبدأ وجوده على صفحات التاريخ الديني الفرعوني فعلا، إلا مع الأسرة الرابعة وما تلاها.
ومبدئيا لن يكون الجزم برأي في الفرض الأول ممكنا، على اعتبار أنه ليس لدينا أي مصدر عن أوزير، أبعد من الأسرة الخامسة، وأي بحث وراء ذلك سيكون ضربا من التخمين والجهد الضائع؛ لذا نستبعد هذا الفرض، ولا يبقى سوى الفرض الثاني؛ لنخوض به التجربة النظرية - إذا جاز التعبير - لنتثبت من صحته أو بطلانه.
وأول عقبات ستصادف اختبار هذا الفرض، هي أدلة الباحثين على قدم أوزير؛ ولذلك فيجب الوقوف لإجراء عملية تحليل اختبارية نظرية؛ لبحث مدى أصالة هذه الأدلة، ومدى صمودها أمام التجربة، بادئين بالدليل الأول.
يستند الدليل الأول، على تجاوب أحداث الصراع بين حور بن أوزير وبين عمه الشرير ست، ذلك الصراع الذي روته الأسطورة الأوزيرية، مع أحداث الصراع القديم بين شطري مصر شمالا وجنوبا، أيام التوحيد الأولى، والذي رآه عقل العصر صراعا بين إلهي الإقليمين حور وست. ولعل هؤلاء الباحثين قد اعتبروا أوزير قديما استنادا إلى قدم هذين الإلهين، وهما بطلان أو قطبان من أقطاب أسرته؛ في أسطورته التي انتشرت في أواخر عهد الدولة القديمة.
ونحن إذ نسلم مبدئيا بقدم الإلهين ست وحور؛ لأن أمرهما لا يقبل جدلا، فإن الذي يجب إيضاحه في هذا المقام، هو أنه ليس من الضروري أن يكون تشابه الأسماء فقط دليلا على أن حور وست إلها التوحيد، هما حور وست إلها الأسطورة، وبالتالي لا يكون ذلك دليلا على أن حور وست إلها التوحيد، هما حور وست إلها الأسطورة، وبالتالي لا يكون ذلك دليلا على قدم أوزير، خاصة أن ما وصلنا عن أحداث التوحيد الأولى، لم يأت مطلقا بأي ذكر لأوزير، ولم يظهر له أي دور في توحيد شطري مصر، وإذا كان ست إلها شريرا في الأسطورة، فإن المصادر تؤكد أنه «لم يكن يعد في متون الأهرام شريرا»،
28
مما يدعونا إلى افتراض أنه غير ست إله الشر في الأسطورة، أو أنه هو نفسه، لكن صفة الشر لم تلصق به إلا بعد صياغة الأسطورة في نهايات الدولة القديمة، وهذا يعني حداثة ست الشرير أو ست الأسطورة، بالنسبة لست التوحيد؛ قياسا على ما جاء في متون الأهرام.
كذلك فإن حور بالذات لم يكن إلها واحدا منذ بداية التاريخ المصري وحتى نهايته، حتى يمكن اعتباره دليلا على قدم أوزير كأب له، فقد «ظهرت ثلاث صور رئيسية للإله حور»: (1)
حور الأكبر «حاروريس»
Shafi da ba'a sani ba