Ubansu Juyin Juya Hali
رب الثورة: أوزيريس وعقيدة الخلود في مصر القديمة
Nau'ikan
وقد كان لمصرية الباحث، ومعاشه بين بقايا هذه المعتقدات في ريف مصر الحالي، فضلها إلى حد كبير، في فهمه لبقايا مثل هذه الأمور، وسعيا نحو إيضاح هذا الفهم، يمكنا القول: إنه حتى اليوم لا يزال رجل الشارع في الريف المصري، يعتقد اعتقادا جازما بأن للإنسان قوى ثلاثة هي:
الجسم المادي، أو الشخصية الاجتماعية؛ أو ما اصطلحنا على تسميته: الأنا.
الروح؛ وهي من الموضوعات التي لا يخوض بالحديث فيها، باعتبارها أمرا غامضا، وأنها من أمر ربه؛ نتيجة لتأثير العقيدة الإسلامية، وهي بالضبط نفس الكائن المصري القديم الغامض، الذي أسماه الأسلاف البا.
القرينة أو الأخت: وهي قوة تحمي الإنسان من المخاطر أثناء حياته، فتحميه من الإصابات الخطرة عند التعرض لحادث مفاجئ، وتظل معه حتى تصحبه للقبر بعد موته، وقد تتردد ما بين القبر والأماكن التي كان يغشاها الميت في حياته، خاصة إذا كان قد مات بحادث أو غيلة، فإنها تعود في هذه الحالة بغرض الانتقام وإقلاق راحة أعداء الميت،
53
وفي هذه الحالة يطلق عليها العامة اسم عفريت الميت، أو روحه - مجازا - فهو لا يعني بها الروح أبدا، فالروح (با المصريين القدامى) تصعد إلى السماء بمجرد الموت ولا تعود للجسد إلا بالبعث - في المعتقد الإسلامي - أو «تذهب إلى حضرة المسيح، وتمكث هناك منتظرة القيامة»
54 - في المعتقد المسيحي - أما القرينة فهي لا تخرج عن كونها ما أسماه أسلافهم بالكا.
55
وإن معنى التسمية الحالي لها، ليفيد نفس المعنى، فكلمتا القرينة أو الأخت، إنما تحملان من المعاني، معنى التشابه مع الأنا، وهذا بالضبط ما كانت تعنيه «كا» الأسلاف.
وعلى ذلك، يمكن إعادة ترتيب النصوص القديمة، في ضوء الفهم الحالي لأجزاء الشخصية الإنسانية، باعتبار هذا الفهم ما هو إلا نفس التصور القديم، لعل الصورة عن عالم الخلود الأوني، تصبح أكثر تسلسلا وترابطا وانضباطا.
Shafi da ba'a sani ba