Ubansu Juyin Juya Hali

Sayyid Qimni d. 1443 AH
138

Ubansu Juyin Juya Hali

رب الثورة: أوزيريس وعقيدة الخلود في مصر القديمة

Nau'ikan

ويبدو أنه كان الصورة التطورية للإلهين الجنازيين «وب وات

Ophis » إله موتى أسيوط، وكان يمثل على هيئة الذئب كاملة،

29 «وخنتي أمنتي

Khent Amentiu » إله أبيدوس، وكان على هيئة ابن آوى الكاملة، ومع هؤلاء كان «سكر

Sokaris »، إله جبانة منف،

30

الذي اشتق من اسمه اسم سقارة الحالية.

ويمكننا استنتاجا القول: إن الآلهة الجنزية الأقدم كانت وب وات، وخنتي أمنتي، إذا أخذنا بالحسبان أشكالهم الطوطمية الحيوانية الكاملة، بالنسبة لكل من أنوبيس وسكر اللذين أصبحا ذوي أجسام آدمية، ولم يحتفظا من الطوطمية سوى بالرأس الحيواني، كما أن وب وات، وخنتي أمنتي، كانا من آلهة الملكيات القديمة، وظهرا في عواصم هذه الملكيات، صاحبة المصلحة في الارتباط بآلهة جنزية، بينما يمكن اعتبار أنوبيس وسكر آلهة أحدث عهدا بعد أن انتقلت العواصم الملكية من الجنوب إلى الشمال، فارتبط أنوبيس بديانة رع الأوني، فأصبح ابنا له، بينما ارتبط سكر بالإله بتاح المنفي، وانتهى بالاندماج فيه. وفي المراحل التالية بعد الصراع بين رع وفتاح - والذي اختفى فيه فتاح - انتهى بالطبع سكر، بينما بقي أنوبيس مع رع المنتصر، ولكنه هو الآخر بدأ يتخلف درجات عن رع، الذي أصبح في الأسرة الخامسة هو المطلق، وإن ظل أنوبيس مرتبطا به كراع للمقابر فقط.

ويبدو أن فكرتي: عالم تحت الأرض المظلم، والبقاء في القبر والخروج منه أحيانا في هيئة الكا، قد سارتا جنبا إلى جنب، حتى عصر التأسيس والأسر الأولى من عصر الدولة القديمة، إلا أن الاستمرار في الوجود من بعد الموت، قد بدأ يظهر بمنطق هذا العصر على شكل مقاومة للبلى المادي، فاتجهت الأذهان إلى بناء المنشآت التي لا تبلى، كما لو كانت القوة والضخامة، هما السبيلين الوحيدين إليه، فكان أن تركوا لنا أهراماتهم الكبرى، مع فن التحنيط الرائع؛ للمحافظة على الجثة أطول مدة ممكنة، وإلى جوار الاستمرار في القبر، بدأت في هذا العهد تسود فكرة أن الجميع بلا استثناء سوف يذهبون غربا، أي: إلى المهامه المظلمة تحت الأرض، ولم تعد المسألة قاصرة على الملوك فقط.

ونرجح أن التطور الجديد لفكرة الخلود - الذي حولها من مجرد تواجد في القبر إلى خلود حقيقي فيما بعد - قد بدأ كالعادة مع مدرسة أون الفلسفية، فما كان ليرضيهم هذا المصير لملوكهم، خاصة وأنهم قد أصبحوا في الأسرة الخامسة، هم هؤلاء الملوك أنفسهم، فبدأوا يبحثون عن مصير أفضل، مما قادهم إلى وضع نظرية فلسفية ميتافيزيقية في الخلود، قصرت هذا الخلود على الملوك دون الشعب، ويمكن أن نتصور منطقهم قد سار على الشكل التالي:

Shafi da ba'a sani ba