Na ga a cikin abin da barcin mutum ke gani
رأيت فيما يرى النائم
Nau'ikan
فتساءل صوت آخر: هل يطيب الغناء والمطرب يتخبط في القبضة؟
فقال الصوت الأول: رفهوا عن أنفسكم بالغناء!
وتحركت الحناجر تغني كل على ليلاه، وتضاربت الأصوات، فانقلبت عربدة تنضح بالوحشية والجمال.
الحلم رقم 3
رأيت فيما يرى النائم.
أن ثمة عينا ترنو إلي ... عين كبيرة كأنها فسقية، جميلة الرسم، عقيمة السواد، ناصعة البياض، مستوية في مكان غير معروف، ولكن سحائب بيضاء تظللها ... وفي نظرتها ما يوحي بأنها تراني، وربما تعرفني، ولكن يكتنفها حياد يقصيني إلى ما وراء الغيب، وقلت لنفسي إنها عين امرأة، فأين بقيتها؟ وقلت أيضا بصوت مسموع: آفة الحب الحياء!
عند ذاك رأيت خيالي رفيق صباي الراحل، فتعانقنا بحرارة، وفي غمرة الفرحة باللقاء نسيت حزني الكبير عليه، وسرعان ما اختفى من مجال البصر لتحل محله ساحة المولد النبوي في أيامها البعيدة الزاهرة ... ووجدتني في صف طويل أمام شباك التذاكر الخاص بخيال الظل. ودخلت مسرحه الصغير، ولكني وجدت نفسي في سرادق امتحان ... واتخذت مجلسي كتلميذ وشرعت في الإجابة، ولما لم يبق من الزمن إلا دقائق، وضح لي أنني أجبت على سؤال غير السؤال المطلوب الإجابة عليه ... وضاق صدري، فتساءلت: سهوة عابرة تضيع حياة؟!
فسألني المراقب متهكما: أنسيت قول المتنبي؟!
فحرت أي بيت يقصد، وتحاشيت السؤال، ووجدتني بعيدا أتأبط ذراع رفيق صباي الراحل متطلعين معا إلى العين ... تبدت العين هذه المرة أوغل في العمر وأحوز للحكمة وأعمق في الحياد، قلت لصديقي: أخشى أن يغلبني الحزن.
فأضاء وجهه بضحكة صافية، وسألني هامسا: من القائل «آه لو تعلمون ما أعلم؟ ...»
Shafi da ba'a sani ba