Na ga a cikin abin da barcin mutum ke gani
رأيت فيما يرى النائم
Nau'ikan
وقال الحاج محسن خليل: الحكمة تطالبكما بالوفاق، وإلا انقلبت الحياة جحيما لا يطاق، ذوبان أحدكما في الآخر مرفوض، والوفاق ممكن، فليصبر «نصيبي» عندما يرغب «قسمتي» في القراءة، وفي مقابل ذلك على قسمتي أن يرحب بالحركة واللعب مع نصيبي، وليكن كل غناء مقبولا، ليستمتع كل بأغانيه المفضلة، أما الدين فلا مناقشة فيه.
فقال «قسمتي»: إني على استعداد طيب للوفاق رغم ما يكلفني من ضيق.
ولاذ «نصيبي» بالصمت، فرجع «قسمتي» يقول: إنه لا يحب الوفاق، ولا يعد نفسه ليوم تدعونا فيه إلى العمل في الدكان!
فقال الأب بحزم: لا بد مما ليس منه بد!
وعادت ست عنباية تقول بحرارة وضراعة: عليكما بالحب، ففي رحمته النجاة.
ولكن الوالدين لم يصف لهما بال، وتابعا ما يحدث بقلق وأسى، وبذل «نصيبي» في سبيل الوفاق جهدا مترددا لغلبة الأهواء الجامحة عليه، على حين مضى قسمتي في الطريق الجديد بإرادة أقوى ورغبة أنقى مستأنسا بعواطفه الصادقة وميله المخلص لوضع حد لعذاباته ، ومستعينا عند الضرورة بوالديه. ولما ناهزا الحلم وشارفا المراهقة تصاعدت أزمتهما إلى الذروة ... احتدمت الأحلام المكبوتة منذرة بالانفجار ... وتبلورت لكل منهما ذاتية مستقلة، فبدا الآخر غريبا مهددا للأمن وعدوا يجب أن يقهر ... ضاق كل منهما بالرابطة القدرية التي فرضت عليهما وحدة كريهة لا فكاك منها. وتلاطما في دوامة من الانفعالات المحرقة الجنونية، وفارت من الأعماق موجة عمياء جرفت ستر الحياء، فارتطم الاندفاع بالندم، واشتعل الغضب، فانخرط الاثنان في معركة وتبادلا الضربات القاسية، وهمدت الحركة غائصة في الصمت والشجن ... استمرت فترة غير قصيرة، إلى أن قال «قسمتي»: إنها لعنة لا يمكن أن تمضي معها الحياة في سلام.
فقال «نصيبي» بهدوء عنيد: لكنها ستمضي في طريقها على أي حال!
فأظلمت عينا «قسمتي» العسليتان، وقال: قضي علينا بالحرمان من الانسجام الذي تحظى به جميع المخلوقات. - إنك مريض ذو أفكار مريضة.
فقال «قسمتي» بسخرية: أحدنا مريض ولا شك!
فقال «نصيبي» بتحد: لن أنزل عن حق من حقوقي، فلا مهادنة بعد الآن. - لي أيضا حقوقي.
Shafi da ba'a sani ba