Na ga a cikin abin da barcin mutum ke gani
رأيت فيما يرى النائم
Nau'ikan
وكان كافور يقيم في بدروم البيت الذي يقيم فيه رياض الدبش الكواء البلدي، فبدا جو حجرته في لون الغروب أو الفجر، وعبق بشذا بخور طيب، وجلس الرجل في الصدر على أريكة قصيرة الأرجل على حين غطى سطح الحجرة بحصيرة مطموسة اللون، تربع مخلوف وعبد الله على الحصيرة أمام الأريكة بلا استئذان ولا تحية، وتفرس عبد الله في وجه الرجل فلم يميز ملمحا من ملامحه ولا حتى لون وجهه، وقال مخلوف: هذا ابن ضال من أبنائنا يدعى عبد الله.
فسأل صوت عميق هادئ رغم خفوته: ما اسم أمه؟ - لا يعرف أما ولا أبا.
فمد الشيخ يده، فهمس مخلوف في أذن عبد الله: ضع يدك في يده.
فصدع بالأمر وهو يتلقى قشعريرة هيبة أو خوف، وسرعان ما سرت من راحة الشيخ إليه برودة لطيفة أنعشته فتركز في أذنيه، ومضت دقائق نسي فيها كل شيء حتى ما جاء من أجله ، كأنما امتص الرجل وعيه كله، ثم تردد الصوت العميق الخافت، قائلا: ستعرف ما تسأل عنه في حينه بالتمام والكمال.
وسحب يده قائلا: اذهبا بسلام.
وغادرا المكان وعبد الله يراوح بين الأمل والخيبة، قال لصاحبه في الخارج: ظننت أنني سأسمع أكثر مما سمعت.
فقال مخلوف زينهم: كلامه بالقطارة، ثم إنك غير مؤهل لفهمه.
ولما رجع إلى الوكالة وجد نعمة الله تجالس شابا لم يره من قبل ... شاب في عز أبهة الشباب؛ جميل الوجه، رشيق القامة ... فهم من مجرى الحديث أن الشاب يقترح فتح فرع للخردة في الطرف الآخر من الحارة، وأنها تقترح عليه أن يكونا شريكين، ولفت انتباهه الحيوية التي تألقت في نظرات المرأة وهي ترنو إلى الشاب، مما ذكره بالماضي السعيد الذي ذهب ... وحانت منه التفاتة إلى عبدون فرج الله، فقرأ في عينيه الحادتين فرحة شماتة صارخة، فاشتعل قلبه بنار الغيرة. ومن موقفه الذليل مد بصره إلى رياض الدبش وحلومة الجحش، فطالع السخرية مجسدة فلم يشك في وساوسه، واقترحت عليه شياطينه حلا داميا، ولكن ضعفه المتصاعد أخجله، ولم يتبادلا في نهار العمل كلمة، ولما آويا إلى مسكنهما دعاها إلى المجلس، وأعد بنفسه القرفة والزنجبيل والمخدر ... توقع أن تتعلل بعذر ما، ولكنها استجابت له في برود، وفيما يشبه التحدي ... اضطرب لذلك أكثر مما سر، وزحف عليه خوف مجهول ... غاب عن الحاضر المتاح تماما، واكتشف أن ضعفه بات عجزا كاملا ... سحب نفسه إلى طرف كنبة واسترق إليها نظرة منكسرة، وتمتم: إنه الحزن ... وأنت السبب.
فقالت ببرود: إني بريئة والحزن بريء!
فقال بصوت متهدج: حديثك مع الشاب قتلني! - ما مر يوم إلا استقبلت فيه أشكالا وألوانا من الشباب!
Shafi da ba'a sani ba