1
في غلظ الراقود
2
فقلت: ها هنا أعرابي له معرفة، فاذهب بنا إليه فحدثه بهذا، فذهبت به إلى الأعرابي فحدثه، فقال الأعرابي: قد سمعت بذلك، وبلغنا أن رستم هذا كان هو واسفندريار أتيا لقمان بن عاد بالبادية فوجداه نائما ورأسه في حجر أمه، فقالت لهما: ما شأنكما؟ فقالوا: بلغنا شدة هذا الرجل فأتيناه، فانتبه فزعا من كلامهما فنفخهما، فألقاهما إلى أصبهان فقبرهما اليوم بها، فقال الخليل: قبحك الله ما أكذبك ! قال: يا ابن أخي ما بيننا من شيء إلا وهو دون الراقود!
وما أبدع روائع النفاجين،
3
ما روي أن عاملا في روسيا في مصنع لتقديد اللحم، لقي فرنسيا يعمل في بلاده في مثل هذا المصنع، فجعل كل منهما يكاثر بمصنعه ويهتف بعظمته وقوة آلاته حتى قال الروسي: إن مصنعنا تساق إليه قطعان الخنازير من هذه الناحية فلا تلبث بضع ثوان حتى تخرج من الناحية الأخرى لحوما مقددة مصففة في العلب، عليها اسم المصنع وشعاره!
فقال الفرنسي: وما هذا؟ فإن مصنعنا ليزيد على ذلك بأنه إذا خرج بعض العلب فاسدا ردت ثانيا، فخرجت من الناحية الأولى خنزيرا حيا سويا!
ومثل هذا ما قيل من أن فرنسيا أقبل على صاحبه الروسي، وجعل يحدثه عن شدة البرد في بلاده، قال: خرجت في يوم من أيام الشتاء إلى إحدى الغابات فاعترضني أسد فأسرعت وتسلقت شجرة باسقة، وجلست على رأسها، وكان خنجري قد سقط عند أصلها، وظل الأسد رابضا إلى جذع الشجرة في ارتصادي وترقب افتراسي، ومن شدة الخوف قطر مني ماء ما لبث أن انعقد من عظم البرد قضيبا ثلجيا، فتناولت به الخنجر وتدليت فشققت به صدر الأسد!
فقال له صاحبه الروسي: وما ذاك؟ إن هذا ما يكون عندنا في وقدة القيظ، أما إذا كان الشتاء وخرج الناس في الصباح الباكر لطياتهم، أقبل بعضهم على بعض بالتحيات المعتادة، ولكن الكلام ينعقد على شفاههم فلا يهجس منه حرف واحد، فإذا طلعت الشمس وخفت حدة القر، رأيت آفاق الجو كله تتصايح ب «صباح الخير - أسعد الله صباحك - أرجو أن تكون بعافية - صحتي جيدة وأنت - إلى أين - الحمد لله - صاحبك التوفيق ... إلخ.»
Shafi da ba'a sani ba