153
وحُا ولا تخشيا نشوتي ... فغيري المُسيءُ عليها الملومُ لأني يَسُرُّ ارتياحي المدا ... مَ ويرضى خصالي عليها النديمُ خليليَّ أسبل ثوبُ الدُّجى ... وطاب الهواءُ ورقَّ النسيمُ فإن لم يكن فيكما مُسعِدٌ ... فإني بإسعاد نفسي زعيمُ الحسيم بن الضحاك: ليت نجوم السماءِ واقفةٌ ... على دجى ليلنا فلم ترِمِ ما لسروري بالشك ممتزجًا ... حتى كأني أراه في الحلم أمسح عيني مستتبعًا نظري ... إخالني نائمًا ولم أنم سقيًا لليل أفنيتُ مدته ... ببارد الرِّيق طيب النسم أبيض مرتجةٌ روادفه ... ما عيب من قرنه إلى القدم إذ عاكفات الظلام تسترنا ... حتى تجلت أواخر الظُّلم أباحني نفسه ووسدني ... يُمنى يديه وبات ملتزمي حتى إذا نفس المقدس في ... سحره أحوى أحم كالحُمم عدنا إلى مسند بحانته ... كأنه مُقعدٌ من الهرم عودته حكمه فأسرع بالبزل كعاداته ولم يسم فاستلها كالشهاب ضاحكةً ... عن بارقٍ في الإناء مبتسمِ في كل لونٍ من لونها شبهٌ ... إن أفردته العيون لم يقمِ صفراء زيتية مُلمعةٌ ... بأُرجوان مُلمع ضرِم عفو سلاف الربا بأكثرها ... مرّ الليالي ونكهة العدم فالنشر عطرٌ والجسم رقرقة ... كالآل بين العيان والعدم فلو ترانا في الفجر نأخذها ... لخلتنا عُكفًا على صنمِ فتلك ريحانة أراحُ لها ... دبَّ فتوني بها مدب دمي فراجع العذر إن بدا لك في الغدر وإن عدت لائمًا فلُمِ وقال: كأن أباريق اللجين لديهم ... ظباءٌ بأعلى الرقمتين قيامُ وقد شربوا حتى كأن رقابهم ... من اللين لم تخلق لهن عظام وقال أيضًا: من لصبٍّ لا يرعوي لِملام ... نضو سُكرين من هوى ومُدام عاذَ من لوعة الصبابة بالكا ... سِ وخلىّ الملامَ للوامِ يا نديميَّ لا تناما عن الراح ولا ترقبا سُفور الظلام هاجني للصَّبوح نقرُ النواقيس ونجوى حمامةٍ وحمامِ فاصبحاني قبل الصباح مُدامًا ... قهوةً مرَّة بماءِ غَمام وألمًا على المنازل بالقُفص فنوحا نِياحة المستهام وقال أيضًا: باكر الصبحة هذا ... يوم عودٍ ومدام ما ترى بالله أحسن آداب الغمام بدأ الطلُّ بليلٍ ... ثم ثنى برهامِ وانجلى مثل انجلاء الغمدِ عن متنِ الحُسام فاشرب الراح بأرطالٍ وطاسات وجام إنما الدنيا كوهمٍ ... أو كأحلام منام كل شيءٍ يتوفى ... نقصه عند التمام كشاجم: يا ريم كم أدنو وأنت تريم ... وتنام عن ليلي ولست تُنيم قم غير مذموم النِّدام فإنها ... ستقوم سوق اللهو حين تقوم هذا الصباح فأضحك الإبريق عن ... شمس عليها في الزجاج نجوم فأدارها والصبح في خلل الدجى ... كالجيش زنجيًا غزته الرُّوم فشربتها من طرفه وإناؤها ... في كفه، ورحيقها مختوم راحٌ كأنَّ نسيمها متولدٌ ... من نشره، ومزاجها تنسيمُ جاءت بنكهته وجاء بلونها ... في خدِّه فصبا إليه حليمُ وكأن كسرى في الزجاجة سابحٌ ... في الماء يغرق تارةً ويعومُ أُسقى على تمثاله برحيقه ... فكأنه لي صاحب ونديم في مجلسٍ حبس الزمانُ صروفه ... عنا فظل العيش وهو نعيم ابن المعتز بالله: إذا شئت غادتني السُّقاة بكاسها وقد فتح الإصباح في ليلةٍ فما فخلت الدجى، والفجر قد مدَّ خيطه، ... رداءً موشىًبالكواكب مُعلما وقال:

1 / 153