Qutb Surur
قطب السرور في أوصاف الأنبذة والخمور
ربما طاف بالمُدام علينا ... عسكريٌّ كغصن بانٍ يميدُ
يكرع الكرعة الرَّوِيَّةَ بالكاس ولحظي بلحظه معقودُ
حرف الذال
قم فاسقني بالرّطل والخرذاذ ... إن العدول عن المدامة هاذي
فكأنهن بيننا ... بيضًا لبسن غلائلًا من لاذِ
حرف الراء
قال أبو نواس:
أعطتك ريحانها العُقارُ ... وحان من ليلِك انسفارُ
فانعم بها قبل رائعاتٍ ... لا خمرَ فيها ولا خمارُ
ووقِّرِ الكأس عن سفيه ... فإنما شأنها الوقار
فلم تزل تأكل الليالي ... جثمانها، ما لها انتصار
حتى إذا مات كل ذامٍ ... وخُلِّصَ السرُّ والجهارُ
عادت إلى جوهرٍ لطيفٍ ... عِيان موجوده ضِمارُ
كأن في كأسها سرابًا ... يُخيله المهمه القِفارُ
كأنها ذاك حين تُزهى ... لو لم يشب لونها اصفرارُ
لا ينزل الليلُ حيث حلَّت ... فدهر شرابها نهارُ
حتى لو استودعت سرارًا ... لم يخف في ضوئها السِّرارُ
ما أسكرتني الشمول لكن ... مدير طرفٍ به احورارُ
وله:
هي الخمرُ لا زالتتذيع فضائحي ... وتفعل ما شاءَت [بي] الخمرُ من أمرِ
متى اكتسبت مالًا فللخمر شطرُهُ ... ويحكم ربُّ الخُرَّدِ العينِ بالشطر
وله:
ألا فاسقني خمرًا وقل لي هي الخمرُ ... ولا تسقني سرًا إذا أمكن الجهر
فما الغبن إلا أن تراني صاحيًا ... وما الغنم إلا أن يتعتني السُّكر
فبح باسم من تهوى ودعني من الكُنى ... فلا خير في اللذات من دونها سترُ
وخمارة نبهتُها بعد هجعةٍ ... وقد غابت الجوزاءُ وارتفع النسر
فقالت: من الطُرّاق، قلنا: عصابةٌ ... خفاف الأداوي، يُبتغى لهم خمرُ
ولا بد أن يزنوا، فقالت: أو الفدا ... بأبلج كالدينار في طرفه فترُ
فقلت: فهاتيه، فما إن لمثلنا ... فديناك بالأهلين عن مثله صبرُ
فجاءت به كالبدر ليلةَ تِمِّه ... تخال به سكرًا وليس به سكرُ
فقمنا إليه واحدًا بعد واحدٍ ... فكان به من صوم غربتنا فِطرُ
وبتنا يرانا الله شرَّ عُصابةٍ ... نجرِّر أذيال الفسوقِ ولا فخرُ
وله:
دع لباكيها الديارا ... وانفِ بالخمر الخُمارا
وأدرها من كُميتٍ ... تدع الليل نهارا
بنت عشرٍ لم تعاينْ ... غير نار الشمس نارا
لم تزل في قعر دَنٍّ ... مشعر زفتًا وقارا
ثم شجت فأدارت ... فوقها طوقًا فدارا
كاقتران الدرِّ بالدُرِّ ... صغارا وكبارا
فإذا ما اعترضته العين من حيث استدارا
خلته في جنبات الكأس واواتٍ صغارا
من يدَيْ ساقٍ طريف ... كسي الحُسن شعارا
ومغنٍّ كلما شئت ... تغنى وأشارا:
صاحٍ هل أبصرت ... بالحيَّينِ من أسماء نارا
وله:
إذا كان يومي ليس يوم مدامةٍ ... ولا يوم فتيان فما هو من عمري
وإن كان معمورًا بعودٍ وقهوةٍ ... فذلك مسروق لعمري من الدهر
وله:
ألف المدامة فالزمان قصير ... صافٍ عليه وما به تكدير
وله بدورِ الكأس كل عشية ... حالان، موتٌ مرَّةً ونشور
حمراءُ صفراءُ الترائب رأسها ... فيه لِما نسج المزاج قتيرُ
وله:
وفتيان صدقٍ قد صرفت مطيَّهم ... إلى بيت خمَّارٍ نزلت بها ظهرا
فلما حكى الزُنار أن ليس مسلمًا ... ظننا به خيرًا، فظن بنا شرا
فقلنا: على دين المسيح بن مريم؟ ... فأعرض مزورًا، وقال لنا هُجر!
1 / 132