قرب الإسناد ( ط - الحديثة)
تأليف
عبد الله بن جعفر حميرى
جميع الحقوق محفوظة لفريق مساحة حرة
[![](../Images/logo4.png)](http://www.masaha.org)
<http://www.masaha.org>
[مقدمة التحقيق]
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي علم الانسان ما لم يعلم، برسل تترى ونذر تتلاحق، وشواهد تلوح، حتى تسنم- بفضل هدى الحق- اقوام معالي القمم في لجج الفتن فذهبوا بالفوزين في الآخرة والاولى.
والصلاة والسلام على المختار من طول الدهور، النبي الامي، والرحمة المهداة، والمنار الذي لا يخبو، وعلى اهل بيته سفن النجاة الفارهة، وسبل الهداية الشارعة، والمزن الذي تبعث الحياة في اوصال من يبتغي الحياة.
وبعد:
فالامر الذي آثار حفيظة من يكتنز في داخله الجهل المركب هو ما دأب عليه الشيعة الامامية من التشبث المتبصر بالتراث الضخم الذي خلفه لهم أئمة اهل البيت المعصومين (عليهم السلام) عند ما شمر العديد من أعلام هذه الطائفة عن سواعدهم في أقدس ما يمكن للمسلم ان يتعهده من رعاية لعلوم
Shafi 5
الشجرة المباركة، فكانت عند ذلك جملة لا تنكر من الاسفار القيمة، هي كالخزائن في بطونها تكتنز النفائس.
فبالرغم من سني الجدب العجاف التي اهتزت لها الامة الاسلامية من اقصاها الى ادناها، وما تبع ذلك من وهن اصاب جسدها، وشروخ بانت بادية على جبينها، وما تبعها من فرقة وتناحر، وتشتت في الآراء والمعتقدات، كان للمتسربلين بالثوب الاسلامي، ولذوي الاهواء والنزوات المريضة الفعل الكبير والاثر الاكبر في ما طفح على الجسد الطاهر من قروح هي غريبة عنه، كالوشمة السوداء في المثوب الابيض، نقول بالرغم من كل ذلك، فقد كانت الشيعة الامامية ولا زالت تؤمن بأن نجاة الامة، وسبيل جمع شتاتها، وشفاء عللها لا يكون الا بالعودة الى المنهل الصافي، والمرفأ الامين، والواحة الخضراء، والسبيل القويم الذي هو بنص رسول الله (صلى الله عليه وآله) عدل القرآن وسبيل النجاة، والسفينة التي نجا من ركبها، وكان الغرق والهلاك نصيب من تخلف عنها.
بلى: او ما سمعت قول العبد الصالح نوح (عليه السلام) لابنه حيث اعرض عن نصحه بالركوب معهم قائلا: سآوي إلى جبل يعصمني من الماء (1).
فقال نوح : لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم وحال بينهما الموج فكان من المغرقين (2).
فأنى لمن فطره الله تعالى على نور الحق وتنسم سبل النجاة من الهلكى ان يعرض صفحا عن ذي الحجج البينة والشواخص المعلمة، بل وانى لمن آمن بالرسول وبما جاء به من ربه ان يدير عارضيه امام الصرح المتشامخ بكلمة الهداية التي لا تخفى عن البصر الكليل، وهي كقوله تعالى: أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا
Shafi 6
ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون (1).
فهلا توقف هنيئه البعض ليستجلي ما خفي عليه، وان كان لا يخفى ما أوصى به الله عز اسمه حين قال: وقفوهم إنهم مسؤلون (2)(3).
وقال: يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين (4)(5).
وقال تعالى أيضا: فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون* (6)(7).
بل واين من لا يصيخ للحق سمعا من قول رسول الله (صلى الله عليه وآله) الذي ما ينطق عن الهوى* إن هو إلا وحي يوحى (8) حيث قال: «إني تارك ما أن تمسكتم به لن تضلوا بعدي احدهما اعظم من الآخر: كتاب الله حبل ممدود من السماء الى الأرض، وعترتي اهل بيتي، ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض» (9).
Shafi 7
وقال (ص): «اهل بيتي امان لأمتي» (1).
وقال (ص): «مثل اهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق» (2).
وعدا ذلك للمستزيد كثير، فقد اسهب السابقون وافاض في ذكره اللاحقون لهم، فما تركوا حجة الا وأقاموها، ولا بابا الا وطرقوه، حتى كان الامر اشد وضوحا من الشمس في غرة الصبح الابلج.
واذا كان ما تعاهده الشيعة الامامية من الاعتماد على ما تلقوه عن الائمة المعصومين، له الحجة الدامغة والدليل البين، فالسبيل اوضح لقاصده، والدرب مشرع لسالكه، ولا جدوى للجريان في المسالك المتشعبة والدهاليز المتفرعة التي قد تقود الخطى الى ما لا تحمد عقباه.
فاذا كان الشرع المقدس يلزم باتباع النور الذي مشكاته رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ويقرن الفوز باتباعه، فلا لوم ولا تثريب على من كان حاثا لخطإه في هذا السبيل القويم.
بلى ما كان الله تعالى ليهمل هذا الامة دون ان يوضح لها ما تلتزم به، فاذا فرط المكلف بذلك الامر، لم يكن في ذلك معذورا، بل ولن تسقط عنه الحجة، وكان مقصرا في ذلك بلا خلاف.
وهكذا ... فلما اعتقده الشيعة من احقية سبيل اهل البيت- وكما ذكرنا ابتداء- عمدوا الى جمع تراث هذه العترة الطيبة في اسفار جليلة يقتنص منها علماء هذه الطائفة الدر والجوهر كما يقتنص الصياد الماهر الصيد الثمين.
والكتاب الماثل بين يدي القارئ الكريم سفر جليل واثر نفيس، مضى
Shafi 8
عليه قرابة الالف ومائتا عام بين النسخ الخطية والحجرية تتنازعه الحاجة الملحة، والظروف المتيسرة، حتى شاء الله تعالى ان يخرج بحلته الجديدة هذه بعد جهد تجاوز الثلاثة اعوام بين البحث عن مخطوطاته وتحقيقه وطباعته، سائلين الباري جل اسمه ان ييسر السبل لإخراج ما افنى عليه علماؤنا السابقون شطرا كبيرا من حياتهم في جمعه وتأليفه وترتيبه انه الموفق للصواب.
واخيرا ...
ففي الفترة التي كانت المؤسسة عاكفة على تحقيق هذا الكتاب عثرت على بحث علمي ابدع يراع احد الفضلاء المعروفين في كتابته وهو سماحة الشيخ الفاضل محمد باقر الكرماني (رحمه الله)، وتقديرا من ادارة المؤسسة للجهد الرصين الذي بذله في هذا العمل، واحياء له، ارتأت ان تجعلها المقدمة العلمية للكتاب وبشيء من التصرف في بعض عباراتها واستدلالاتها.
~
Shafi 9
نبذة عن كتاب قرب الإسناد
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على خير خلقه محمد وآله الطاهرين (عليهم السلام)، ولعنة الله على اعدائهم اجمعين.
أما بعد:
فهذه وجيزة وضعتها في تحقيق مؤلف كتاب قرب الإسناد، وأرجو من الله الإمداد، مع قلة الاستعداد، فانه الكريم الجواد، ولا يخفى لأولي الألباب مما في مثل ذلك السؤال في هذه الاوان من الاشكال، مع متروكية علم الرجال، وقلة اساتيذه وكتبه، بترك البحث عنه، ولكن ما لا يدرك كله لا يترك كله، و لا يكلف الله نفسا إلا ما آتاها .
فبالجملة اتمام الكلام فيما قصدته من وضع هذه الوجيزة موقوف على بيان امور اربعة:
الاول: تحقيق شخص المؤلف بهويته.
والثاني: في حال المؤلف.
والثالث: في ثبوت انتساب الكتاب الى المؤلف.
والرابع: في بيان حال اخباره.
فنقول وبالله التوفيق: اما الاول: [فانه] يظهر لمن تتبع في كلمات الاصحاب انهم مختلفون فيه على اقوال:
الاول منها وهو الاشهر بين اهل الرجال انه: عبد الله بن جعفر بن
Shafi 10
الحسين بن مالك بن جامع الحميري، وذلك يستفاد من كلام جماعة كالنجاشي حيث قال: عبد الله بن جعفر بن الحسين بن مالك بن جامع الحميري ابو العباس القمي شيخ القميين ووجههم، قدم الكوفة سنة نيف وتسعين ومائتين، وسمع اهلها منه فاكثروا، وصنف كتبا كثيرة منها كتاب الامامة، كتاب الدلائل، كتاب العظمة والتوحيد، كتاب الغيبة والحيرة- الى ان قال:- كتاب قرب الاسناد الى الرضا (عليه السلام) وكتاب قرب الاسناد الى ابي جعفر ابن الرضا (عليهما السلام)، كتاب ما بين هشام بن الحكم وهشام بن سالم- الى ان قال:- كتاب قرب الاسناد الى صاحب الامر (عجل الله تعالى فرجه) ... الى اخر ما قال (1).
وقال العلامة (رحمه الله) في الخلاصة: عبد الله بن جعفر بن الحسين بن مالك ابن جامع الحميري- بالحاء المهملة- ابو العباس القمي شيخ القميين ووجههم قدم الكوفة سنة نيف وتسعين ومائتين، ثقة من اصحاب ابي محمد العسكري (عليه السلام)(2).
وقال الشيخ (رضي الله عنه) في الفهرست: عبد الله بن جعفر الحميري القمي يكنى ابو العباس، ثقة له كتب منها كتاب الدلائل، وكتاب الطب، وكتاب الامامة، وكتاب التوحيد والاستطاعة، وكتاب الافاعيل، وكتاب البداء، وكتاب قرب الاسناد (3).
وقال ابن شهر آشوب في معالم العلماء: عبد الله بن جعفر الحميري القمي ابو العباس ثقة، من كتبه الدلائل: الطب، الامامة والتوحيد، والاستطاعة، والافاعيل، والبداء، وقرب الاسناد ... الى آخره (4).
Shafi 11
وكذا يقتضي كلام السيد السند صاحب المدارك عند كلامه (رحمه الله) في نجاسة المسكرات ما هذا لفظه: وما رواه عبد الله بن جعفر الحميري في كتابه قرب الاسناد ... الى آخره (1).
وصريح كلام المحدث البحراني في الحدائق أيضا يقتضي ذلك انه (رحمه الله) قال في جواز العدول من سورة الى اخرى: ان الواجب اولا نقل الاخبار المتعلقة بالمسألة فاقول: فالاول- الى ان قال:- والسابع: ما رواه عبد الله بن جعفر الحميري في قرب الاسناد عن عبد الله بن الحسين، عن جده، عن علي بن جعفر، عن اخيه موسى بن جعفر (عليهما السلام) ... الى آخر ما قال في الحدائق (2) وسنتلو عليك أيضا ما يظهر من كلام العلامة السبزواري في ذخيرته، والمحقق المدقق الخونساري في المشارق.
وثاني الاقوال: انه تصنيف ولده محمد بن عبد الله بن جعفر كما يقتضيه كلام الفاضل الحلي (رحمه الله) في مستطرفات السرائر، فانه قال: وكتاب قرب الاسناد تصنيف محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري (3).
وكذا صاحب المعالم والمنتقى كما سيأتي ان شاء الله، وبهذا صرح صاحب مطالع الأنوار غير مرة.
وثالث الاقوال: ان تصنيف الكلام من الوالد عبد الله، ويرويه ولده محمد ابن عبد الله، كما عليه العلامة المجلسي في الفصل الاول من اول مجلدات بحار الأنوار من الفصول التي وضعها في بداية الكتاب، قال اعلى الله مقامه الشريف:
كتاب قرب الاسناد للشيخ الجليل الثقة ابي جعفر محمد بن عبد الله بن جعفر ابن الحسين بن جامع بن مالك الحميري القمي، وظني ان الكتاب لوالده، وهو
Shafi 12
راو له كما صرح به النجاشي، وان كان الكتاب له كما صرح به ابن ادريس (رحمه الله)، فالوالد متوسط بينه وبين ما اوردنا من اسانيد كتابه (1). تم كلامه رفع مقامه وكأنه اراد جمعا بين القولين.
والى هذا ذهب المحدث الحر طاب مضجعه في اخر الوسائل في الفائدة الرابعة وقال: كتاب قرب الاسناد للشيخ الثقة المعتمد عبد الله بن جعفر الحميري رواية ولده محمد (2) ... الى آخره. وقال ما يقرب من ذلك في صدر الكتاب على ما ببالي (3).
والاقرب بالقبول عندي ان الكتاب لعبد الله بن جعفر كما سمعت بشهادة جمع من فحول المتقدمين كالنجاشي والشيخ، والمتاخرين كالعلامة ونظائره عليهم الرحمة، ولكن فيه ان الكتاب المزبور ينقسم الى ثلاثة اجزاء، ويظهر من عنوان الجزء الاول بالصراحة انه تصنيف محمد ولد عبد الله بن جعفر.
وان اردت تفصيل الحال فنقول وعليه التكلان: اعلم ان كتاب قرب الاسناد يعنون بقوله محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن ابيه، عن هارون ابن مسلم، عن مسعدة بن صدقة قال ... ويورد جملة من الاخبار تنتهي اسانيدها الى مولانا الامام الصادق (عليه افضل الصلاة والسلام)، وفي بعض منها: عنه عن الباقر (عليه السلام)، في حين ان البعض الاخر: عنه، عن ابيه، عن علي (عليهم السلام)، وقد يروي عنه، عن ابيه، عن النبي (عليهم افضل الصلاة والسلام) ويختتم هذا الجزء مبتدءا بجزئه الثاني قائلا: كتاب قرب الاسناد الى ابي ابراهيم من موسى بن جعفر (عليهما الصلاة والسلام).
Shafi 13
حدثنا عبد الله بن الحسن العلوي، عن جده علي بن جعفر (عليه السلام) قال: سألت اخي موسى بن جعفر (عليهما السلام) عن الرجل عليه الخاتم العقيق (وساق الخبر الى آخره) ثم قال: وسألته عن المرأة عليها السوار والدملج (وساق الخبر) وقال أيضا: وسألته عن المضمضة والاستنشاق (وذكر الخبر) وبهذا السياق ذكر الاخبار.
ثم عنون بابا آخر بقوله: باب صلاة المريض، ثم باب صلاة الجمعة والعيدين. فقال: وسألته (وذكر شطرا من الروايات) وبعد ذلك يقول: باب صلاة المسافر فقال: عبد الله بن الحسن العلوي، عن جده علي بن جعفر عن اخيه موسى بن جعفر (عليهما السلام)، وحدث احاديث الباب، وبهذا المنوال كالكتب الفقهية لسائر الاصحاب (رضوان الله عليهم).
ثم ذكر ابواب متعددة تتضمن جملة كبيرة من الاخبار المتفرقة وباسانيد مختلفة، كلها تنتهي الى مولانا أبي ابراهيم موسى بن جعفر الكاظم (عليهما السلام).
ثم يختتم الجزء الثاني ويشرع في الجزء الثالث من كتابه، ويفتتح بقوله:
كتاب قرب الاسناد عن الرضا عليه آلاف التحية والثناء.
حدثني الريان بن الصلت قال: سمعت الرضا (عليه السلام) يقول ...
وذكر روايات كثيرة باسانيد مختلفة كلها تروى عن ثامن الائمة.
فلا محيص عن نسبة الجزء الاول من الكتاب الى محمد بن عبد الله.
والتفصيل بين الجزءين الاخيرين والاول لا يخلو عن بعد؛ لأنه ملازم لالتباس الامر على مثل النجاشي وشيخ الطائفة، والالتباس بهذه المثابة بعيد جدا، فما جرى عليه العلامة المجلسي والحر العاملي رضي الله عنهما بملاحظة الامرين لا يخلو عن وجاهة، ولكن الخطب سهل، لان الوالد والولد كليهما ثقتان كما ستطلع ان شاء الله.
Shafi 14
ومما القينا عليك ظهر اشكال على النجاشي، وهو: ان ما ذكر من ان له قرب الاسناد الى الرضا والى ابن الرضا ابي جعفر الجواد، والى صاحب الامر (عليهم السلام)، فقد عرفت ان قرب الاسناد هذا المعروف ينتهي جزؤه الاول الى جعفر الصادق (عليهما السلام)، وجزؤه الثاني ينتهي الى موسى بن جعفر (عليه السلام)، وجزؤه الثالث ينتهي الى ابي الحسن الرضا (عليه السلام)، فاما ان كان مراد النجاشي هذا الكتاب الذي وقف عليه جل الاصحاب ورووا عنه فاشتبه عليه ذكر اسامي الائمة الذين روى عنهم، وذلك بعيد جدا، واما ان نقول: انه يريد بكلامه ان له قرب الاسناد الى الرضا، والى ابي جعفر، والى صاحب الامر عليهم الصلاة والسلام كتابا غير هذا المعروف بين اظهرنا، بل ثلاث كتب متفرقة مستقلة يسمى كل منها بقرب الاسناد، وجزء من هذا القرب الاسناد- اعني مسندات الجزء الثاني منه- واحد من الثلاث التي لم نقف عليه واطلع النجاشي عليها، فهذا أيضا ابعد من الاول، لان عدم اطلاع مثل شيخ الطائفة وابن شهر آشوب ونظائرهما من الاعلام، مع طول باعهم وكمال تتبعهم وقرب عهدهم بزمان المؤلف وولده، مما لا تحكم العادة بوقوعه من هؤلاء الاعلام والفحول، ولا يركن الخبير بقبوله، وان كان احد الاحتمالات، ولكن في فن الرجال قد وقع زلل كثير من الاعلام، واشتبه على بعض الاكابر اسماء بعض معاريف الرواة من اجلاء الفن كمحمد بن احمد بن عيسى، واحمد بن محمد بن عيسى، وكما لا يلائم عبارة النجاشي في رجاله حيث قال في ترجمة صاحب قرب الاسناد ما سمعت: من انه عبد الله بن جعفر بن الحسين بن مالك بن جامع الحميري، وقد قال في ترجمة محمد ولده: محمد بن عبد الله بن جعفر بن الحسين بن جامع بن مالك الحميري، ولا يخلو احدهما من سهو، ونظائر هذا وقع مرارا عن النجاشي يطول الكلام بذكرها، وان اردت الوقوف عليها فعليك بكتاب زلات الاقدام للشيخ المعاصر الرجالي ابن ابي المعالي الحاج ميرزا هدى (رحمه الله) على ما افاد في بعض
Shafi 15
مجالساتنا معه، ولسنا بصدد النقد على الاعلام.
وقد نقل ابن داود في رجاله هاتين العبارتين عن النجاشي من دون التفات الى اختلاف الواقع بينهما، وامره سهل لان مثل هذا بالنسبة الى ما وقع من الاشتباهات لنفسه (رحمه الله تعالى) مما ليس بشيء.
فبالجملة: قد سمعت توثيق جماعة من الاعلام للولد- اعني عبد الله بن جعفر (رحمه الله)- كالنجاشي وشيخ الطائفة والعلامة وابن شهر آشوب (رحمهم الله تعالى)، وصرح به العلامة المجلسي في الوجيزة وقال: عبد الله بن جعفر الحميري ثقة (1). كما هو مقتضى كلام النجاشي بناء على دلالة لفظة «وجه» على الوثاقة.
هذا مضافا الى رواية الصدوق (رضي الله عنه) بوساطة ابيه (رحمه الله) ورواية كل من الراوي والمروي عنه امارة للوثاقة، فانه يقول في كتابه عيون اخبار الرضا (عليه الصلاة والثناء): حدثني ابي (رضي الله عنه)، قال: حدثنا عبد الله بن جعفر بن جامع الحميري، فما صدر من ابن داود (رحمه الله) في عدم توثيقه (2) لا عبرة به كما نبه عليه السيد التفرشي (رحمه الله) في النقد (3).
واما ما يبقى ان مقتضى راي العلامة انه من اصحاب العسكري (عليه السلام) اعني ابا محمد (عليه السلام) خاصة (4)، وقد عده الشيخ (رحمه الله) من اصحاب الهادي (عليه السلام) والعسكري (عليه السلام) بقوله: عبد الله بن جعفر الحميري قمي ثقة من اصحاب كل من موالينا علي النقي والحسن
Shafi 16
العسكري (عليهما الصلاة والسلام)(1)، مما لا يضر فيما نحن بصدده من الوثاقة.
تذنيب: ولا يخفى على الخبير ان الهادي والعسكري (عليهما السلام) كانا مشتهرين بالعسكري، كما ان الجواد وابنه الهادي (سلام الله عليهما) كانا يدعيان بابن الرضا، وحتى انه اطلقت هذه الكنيه على العسكري (اعني ابا محمد (صلوات الله عليه)) وامثال هذه الاطلاقات صارت سببا لتلك الاختلافات بين الشيخ والعلامة ورجال الرجال احيانا فتأمل.
واما الولد فقد صرح بوثاقته جماعة منهم النجاشي حيث قال: محمد بن عبد الله بن جعفر بن حسين بن جامع بن مالك الحميري ابو جعفر القمي، كان ثقة وجها، كاتب صاحب الامر (عليه السلام) سأله مسائل في ابواب الشريعة (2) ... الى آخر ما قال. وقال في الوجيزة محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري ثقة (3).
ويكفي في جلالة قدره وعلو شانه ما ذكره الشيخ الجليل الطبرسي في احتجاجه بما هذا لفظه: ومما خرج عن صاحب الزمان (صلوات الله عليه) من جوابات المسائل الفقهية أيضا مما سأله محمد بن عبد الله الحميري فيما كتب اليه وهو:
بسم الله الرحمن الرحيم
اطال الله بقاك، وادام الله عزك وتأييدك، وسعادتك وسلامتك، واتم نعمته عليك، وزاد في احسانه إليك، وجميل مواهبه لديك، وفضله عندك، وجعلني من السوء فداك، وقدمني قبلك.
الناس يتنافسون في الدرجات، فمن قبلتموه كان مقبولا، ومن دفعتموه
Shafi 17
كان وضيعا، والخامل من وضعتموه ونعوذ بالله من ذلك ... الى آخر التوقيع (1).
وفيما سمعت كفاية لتوثيقه، بل التوقيع يعظم قدره ويسمو شأنه.
الثالث: في ثبوت انتساب الكتاب الى المؤلف.
فاقول: الظاهر ثبوت النسبة بالتواتر وصحة انتسابه، كما ينكشف ذلك عند التتبع في كلمات الاصحاب، لأنا نراهم يروون اخبار الكتاب عن المؤلف من دون تأمل وارتياب، وتزلزل واضطراب، بشهرة عظيمة من قديم الايام وحديثها كما قال العلامة المجلسي رفع الله درجته: وكان قرب الاسناد من الاصول المعتبرة المشهورة، وكتبناه من نسخة قديمة مأخوذه من خط شيخنا محمد بن ادريس، وكان عليها صورة خطه هكذا: الاصل الذي نقلته منه كان فيه لحن صريح وكلام مضطرب، فصورته على ما وجدته خوفا من التغيير والتبديل (2). انتهى.
اقول: ما يظهر من كلام ابن ادريس ان النسخة التي وقف عليها كان يوجد فيها اللحن والاضطراب، الا ان هذا لا ينافي صحة الكتاب، لأنا لم نقف الآن على اضطراب في قرب الاسناد غير ما في سائر كتب احاديث الاصحاب من اختلاف الروايات في بعض الاحكام، هذا اذا حملنا كلامه على اضطراب اخباره، واما ان كان مراده- رفع الله مقامه- من نسبة اجزاء الكتاب الى واحد من المعصومين من دون تعرض للراوي- اعني المؤلف- ونسبة الجزء الاول الى محمد بن عبد الله، فقد وقفت على ما اجاب عنه العلامة المجلسي- رفع الله مقامه.
مضافا الى انه لا يبعد ان يكون المراد من لفظ قرب الاسناد معناه اللغوي، يعني: مجموع اخبار لراو من الرواة باقرب اسانيده الى واحد من المعصومين (عليهم السلام)، ولم يصل إلينا الا جزءان من عبد الله الحميري، وجزء من ولده
Shafi 18
محمد بن عبد الله الحميري (رحمهما الله تعالى) كما رايت وترى في كتاب قرب الاسناد المعروف.
ويظهر الحكم بصحة اخباره من بعض الاعلام كما قال المحقق الخونساري (رحمه الله تعالى) في المشارق عند الكلام في طهارة ما يوكل لحمه وروثه فانه بعد ما ذكر من انه وجد رواية في كتاب قرب الاسناد لعبد الله بن جعفر الحميري فذكر الرواية ثم قال: وهذه الرواية مع صحة سندها واضحة الدلالة على المطلوب، ... الا ان يناقش فيها بعدم ثبوت انتساب الكتاب الى مؤلفه، ولا يخلو من بعد (1). انتهى كلامه (رحمه الله).
اقول: لا يخفى على الخبير المتتبع ان الامر اوضح واجلى من ذلك؛ لان مثل ابن ادريس النقاد الخبير البصير على الاصول المعروفة ومؤلفيها قد استطرف نبذة من اخبار هذا الكتاب في آخر سرائره، عند استطرافه لاخبار أخر من الاصول والكتب، ومثله يجل ان يروي ما يرويه ويسنده من غير القطع في نسبته الى مؤلفة؛ لأنا نرى انه يروي استطرافا عن غير واحد من الاصول مثل: نوادر البزنطي، وابان بن تغلب، وحريز السجستاني، وجميل بن دراج، ومن لا يحضره الفقيه لشيخنا الصدوق، والتهذيب للشيخ الطوسي، والرواية من قرب الاسناد في ضمن الرواية من الكتب والاصول التي سميناها، فمع التصريح على الاعتماد والتعويل عليها لا يبقى ريب للخبير بصحة الاستناد عنده (رضي الله عنه).
هذا ولم ينكر احد من اجلاء اهل الرجال والاخبار اسناد الكتاب الى المؤلف، نعم اختلفوا في انه من الولد او والده، وهذا لا يضر، لان اهل الرجال وثقوا كليهما، فالخطب سهل.
الرابع: في وصف اخبار الكتاب.
Shafi 19
فنقول: ان اخباره ليس على نهج واحد، فالجزء الثاني منه المروي كله عن عبد الله بن الحسن العلوي، عن جده علي بن جعفر، عن اخيه موسى (عليه السلام) يوصف بالضعف لمجهولية عبد الله المذكور بعدم ذكره في الرجال، كما ان صاحب الذخيرة روى عنه الرواية عند الكلام في نجاسة المسكرات ولم يوصفها بصحة ولا غيرها (1)، وهذا ظاهر في التضعيف، فان قيل: عدم تعرضه لا يدل على التضعيف اقول: كثيرا ما يذكرون الخبر غير الصحيح، بل واضح الضعف من دون التضعيف ولا سيما في مقام الاستدلال، بل قد اصر المحدث البحراني (رحمه الله) في الحدائق في مقام الرد على صاحب المدارك بانه كلما يذكر حديث عمار بن موسى الساباطي في مقام استدلاله على ادعائه يعبر عنه بموثق عمار، وكلما يذكره في مقام رده يعبر عنه برواية عمار، والدعوتان وان لم تكونا تامتين على الاطلاق بل قد ثبت خلافهما، ولكن المتتبع لا يجد بد من التصديق بصحتهما في المدارك في الجملة، وان اردت بسط الكلام فعليك بكتب الرجال المفصلة عند تعرضهم لترجمة عمار الساباطي.
هذا، ولكن يمكن ان يقال ان اخبار هذا الجزء تعد من الحسان، اما لدلالة رواية الثقة عنه اعني رواية محمد او والده عن عبد الله المجهول عندنا؛ لان الظاهر ان رواية الثقة الجليل عن شخص يدل على كونه موثقا معتمدا عليه عند ذلك الثقة، وان جهلنا حاله، بل على شاذ القول على ما ببالي كشف الوثاقة المروي عنه اذا روى عنه ثقة جليل، وليس هذا ببعيد سيما في الروايات المدونة في الكتب الموضوعة للرجوع اليها، لأنها كانت في الاوائل كالرسائل العملية عندنا اليوم، ولا يخفى اهتمام المؤلفين من الشيعة في امثال روايات هذه الكتب، لان مدارهم في الصدر الاول ما كان الا على كتب الرواية والاصول المدونة،
Shafi 20
اللهم الا ان يدعى ان عادة كثير من اكابر السلف كانت على الرواية عن العدل وغيره.
والانصاف ان هذا التسامح قد وقع عن اكثر الاجلاء والاكابر، بل يمكن ان يقال ان العادة جارية بالرواية عمن لو سئل عن عدالته لتوقف فيها. فتأمل جيدا.
واما لكثرة روايته عن جده، فان كثرة الرواية تدل على حسن حال الراوي عند جماعة كما روي عن مولانا ابي عبد الله (عليه السلام) انه قال:
«اعرفوا منازل الرجال على قدر رواياتهم عنا».
وعنه (عليه السلام) أيضا: اعرفوا منازل شيعتنا بقدر ما يحسنون من رواياتهم عنا.
واما ما استظهره المجلسي الاول (رضي الله عنه) من ان المراد بقدر الرواية علو مفاد الاخبار التي لا تصلها عقول الاكثرين كما تواتر عنهم (عليهم السلام): ان حديثنا صعب مستصعب لا يحتمله الا ملك مقرب او نبي مرسل او عبد مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان. فبعيد لظهور ظاهر الرواية في الرواية بلفظها، ولا ينصرف من الظاهر الى غيره بغير قرينة ظاهرة، والى هذا اشار صاحب المطالع (رحمه الله) عند الكلام في جواز العدول من السورة عند بلوغ النصف فانه قال: ويدل على المختار ما اوردناه عن قرب الاسناد- الى ان قال- وقد عرفت ان الثقة الجليل محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري رواه عن عبد الله ابن الحسن العلوي، عن جده علي بن جعفر، ولا كلام في هذا السند الا من جهة عبد الله بن الحسن، فان علماء الرجال لم يتعرضوا له، لكن يظهر من كثرة رواية الحميري الثقة الجليل عنه تعويله عليه، ومنه يظهر حسن حاله ككثرة روايته عن جده علي بن جعفر، فلا يبعد ان تعد احاديثه من الحسان.
وقريب من ذلك ما ذكره عند الكلام في تصرف الوالد في مال الولد، فانه ذكر بعد نقل روايته عن قرب الاسناد: وليس في سنده من يتأمل في شأنه الا
Shafi 21
عبد الله بن الحسن، وكثرة روايته عن جده علي بن جعفر تدل على حسن حاله.
انتهى كلامه (رحمه الله).
واما ما ترى من الاصحاب من تصحيح ما يروونه عن علي بن جعفر، عن اخيه موسى بن جعفر (عليهما السلام)، حتى انه ربما جعل ما رواه عنه في المنتقى من الصحاح، فهو بملاحظة رواية المحمدين الثلاثة عنه بوسائطهم ظاهرا كما وقع التصريح بذلك في كلماتهم، منه ما ذكره المحقق الشيخ حسن (رحمه الله) في فقه المعالم عند احتجاجه على نجاسة اهل الكتاب قال: واحتجوا لنجاسة اهل الكتاب أيضا بعموم الآيتين- الى ان قال- فمنها: ما رواه الشيخ عن علي ابن جعفر في الصحيح- الى ان قال- وروى الكليني عن علي بن جعفر في الصحيح أيضا عن ابي الحسن موسى (عليه السلام) قال: سألته عن مواكلة ...
- الى ان قال- ومنها: ما رواه الشيخ- في الصحيح- عن علي بن جعفر أيضا، عن اخيه موسى (عليه السلام) انه سأله ... الحديث. ونظائره لا تخفى على الخبير باقوال العلماء (رضي الله عنهم). نعم قدح هذا التصحيح المحقق الخونساري (رحمه الله) في المشارق عند الكلام في حرمة مس المحدث للقرآن الكريم نظرا الى ان للشيخ (رضي الله عنه) الى علي بن جعفر ثلاث طرق على ما نقل: احدها ما ذكره في آخر التهذيب: من ان ما ذكرته فيه عن علي بن جعفر فقد اخبرني به الحسين بن عبيد الله، عن احمد بن محمد بن يحيى، عن ابيه محمد بن يحيى، عن العمركي النيسابوري البوفكي، عن علي بن جعفر. وهذا الطريق ليس بصحيح وان وصفه العلامة في الخلاصة، لان فيه حسين بن عبيد الله الغضائري، ولم ينص الاصحاب على توثيقه.
والآخران ما نقلهما في فهرسته، وهذان الطريقان وان كانا صحيحين الا انه قال في الفهرست في اثناء ذكر علي بن جعفر كلاما بهذه العبارة: وله كتاب المناسك، ومسائل لأخيه موسى الكاظم بن جعفر (عليهما السلام) سأله عنها
Shafi 22
اخبرنا بذلك، وفي بعض النسخ اخبرنا به جماعة ... الى آخر ما ذكره من الطريقين.
وهذه العبارة كما ترى ليست ظاهرة في ان كل ما يرويه الشيخ عن علي ابن جعفر انما هو بهذين الطريقين، اذ يجوز ان تكون تلك المسائل مسائل خاصة مجتمعة في كتاب مستقل مثلا ولم يكن كل ما يرويه عنه داخلا فيها (1).
وهذا الاحتمال مع انه خلاف الظاهر بعيد عن مثل الشيخ، لأنه نحو تدليس، مضافا الى ان بعض الاعلام قد صرحوا بان كتاب مسائل علي بن جعفر مندرج في قرب الاسناد، وعبارة اخبرني جماعة ظاهرة بل نص لركون نفس الراوي الى ما يرويه عموما.
نعم اذا كان للراوي طرق متعددة صحيحة وغير صحيحة، وارسل الخبر دون تعرض للطريق تلويحا وتصريحا، يمكن حمله عقلا على طريقة الضعيف، بل في بعض الاحيان مقتض الاحتياط التأمل في الفتيا بمضمون الخبر في مثل المقام، لكن يدفعه تصريح الشيخ بطريقه الثلاثة الى علي بن جعفر، بحيث يرفع الاحتمال الا في بعض الروايات المعدودة، فلا يتوقف في عموم ما يرويه الشيخ عن علي بن جعفر (رضي الله عنه).
هذا هو الكلام في الجزء الاول من هذا الكتاب- اعني قرب الاسناد- على ما يوافقه السند المذكور.
فاما الجزءين الاخيرين فاخبارهما تابعة لأسانيدهما كسائر المسندات، اعني عل الناظر في اخبارهما ان يصحح كل خبر منهما، ويحكم بصحة الخبر او سقمه حسبما يقتضيه الاسناد، وعلى هذا قد جرى كثير من الاعلام منهم: صاحب المطالع (رحمه الله) عند الكلام في اصالة العدالة في المسلم
Shafi 23
- بعد ذكر الصحيحة المروية في الكافي عن زرارة عن مولانا جعفر بن محمد الصادق (عليهما السلام)- قال: ان هذا الحديث رواه الثقة الجليل محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري في قرب الاسناد بسند صحيح عنه أيضا، لأنه رواه عن محمد بن احمد، عن البزنطي.
ومنهم: الشيخ الفاضل الجليل سليمان البحراني في كتابه معراج اهل الكمال عند الكلام في ترجمة احمد بن محمد بن ابي نصر: ان في الاخبار المنقولة عن ائمتنا (عليهم السلام) ما يدل على الطعن عليه من وجوه ... الى ان قال (رضي الله عنه): ما رواه الثقة الجليل عبد الله بن جعفر الحميري في كتابه قرب الاسناد في الجزء الثالث منه بطريق صحيح عن احمد بن محمد بن عيسى، عن احمد بن محمد بن ابي نصر ... الى آخر ما استدل به لمراده (رحمه الله)(1).
ومنهم: العلامة المحقق المدقق السبزواري في الذخيره عند الكلام في نجاسة المسكرات قال (رحمه الله): حجة القول بالطهارة صحيحة الحسن بن ابي سارة ... الى ان قال: وما رواه الثقة الصدوق عبد الله بن جعفر في كتاب قرب الاسناد- في الصحيح- عن علي بن رئاب قال: سألت ابا عبد الله (عليه السلام)(2).
والتصحيح هو الصحيح، فان رجال السند: احمد وعبد الله ابني محمد بن عيسى، عن علي بن رئاب، وهم مصرحون بالتوثيق.
ومن الغريب نقل السيد السند هذا لخبر في المدارك (3)، وسكوته طاب ثراه عن التصحيح، ولعله لعدم ثبوت تواتر الكتاب او تأمل في رجاله، وكل منهما في غير محله بناء على المشهور المنصور.
ومنهم: النحرير القمقام صاحب كشف اللثام في مواضع:
Shafi 24