على قاذف الرجل المحصن وأقاموه على قاذف المحصنات من النساء، وقطعوا يد السارق في القليل والكثير، ولم يعتبروا في السرقة نصابًا» (١). وذُكرَ عنهم أنهم «أوجبوا على الحائضِ الصلاةَ والصيامَ في حيضِها» (٢). وقد أتى مبتدعُ الفرقة الميمونية (٣)، «بضلالة اشتقّها من دين المجوس! وذلك أنه أباح نكاح بنات الأولاد من الأجداد وبنات أولاد الإخوة والأخوات، وقال: إنما ذكر الله تعالى في تحريم النساء بالنسب الأمهات والبنات والأخوات والعمات والخالات وبنات الأخ وبنات الأخوات، ولم يذكر بنات البنات ولا بنات البنين، ولا بنات أولاد الإخوة ولا بنات أولاد الأخوات، فإنْ طَرَدَ قياسَهُ في أمهات الأمهات وأمهات الآباء والأجداد انْمَحَضَ في المجوسية، وإن لم يُجِزْ نكاحَ الجدات وقاس الجدات على الأمهات؛ لزمه قياسُ بنات الأولاد على بنات الصلب، وإن لم يطَّرِدْ قياسُه في هذا الباب نقض اعتلاله» (٤). وحُكي عنهم «أنهم أنكروا أن تكون سورةُ يوسفَ من القرآن، وُمنكِرُ بعضِ القرآن كمُنكِرِ كلِّه، ومن استحلّ بعضَ ذوات المحارم في حكم المجوس، ولا يكون المجوسي معدودًا في فرق الإسلام» (٥). ورأى بعضُهم «أن لا صلاةَ واجبةً إلا ركعة واحدة بالغداة، وركعة أخرى بالعشي فقط، ويرون الحجّ في جميع شهور السنة» (٦).

(١) «الفرق بين الفرق» لعبد القاهر البغدادي ص ٨٤. ويُنظَر كذلك «الملل والنحل» ص ١٤٩ و«الفصل في الملل والأهواء والنِّحل» ٥/ ٥٣. (٢) ذكره ابن حزم في «الفِصَل» ٥/ ٥١ - ٥٢. (٣) سماه الشهرستاني في «الملل والنحل» ص ١٤٩: «ميمون بن خالد»، ولم يزد البغدادي في «الفرق بين الفرق» ص ٢٨٠ على اسمه الأول «ميمون». وقد ذكرا أنه كان من الخوارج العجاردة؛ لذلك ذكر الشهرستاني «الميمونية» في أصناف العجاردة. بينما ذكرهم البغدادي في الفرق الغالية الخارجة عن الإسلام. (٤) «الفرق بين الفرق» لعبد القاهر البغدادي ص ٢٨١. ويُنظَر كذلك «الملل والنحل» ص ١٤٩، و«الفصل في الملل والأهواء والنِّحل» ٥/ ٥٣. (٥) «الفرق بين الفرق» لعبد القاهر البغدادي ص ٢٨١. ويُنظَر كذلك «الملل والنحل» ص ١٤٩، و«الفصل في الملل والأهواء والنِّحل» ٢/ ٢٧١ حيث ذكرهم وذكر قولهم دون أن يُسمِّيَهُم. (٦) ذكره ابن حزم في «الفِصَل» ٥/ ٥١ - ٥٢ عن الأزارقة.