============================================================
حدثى أصبغ بن عيسى الشقاق ، قال : كنت مقبلا يوما مع القاضى أحمد بن بقى ، حتى عن لنا سكران يمشى بين أيدينا . فجعل أحمد بن بقى يمسك من عنان دابته، وبترفق في سيره، يرجو آن يغيب عنه السكران أويحس به، فيذهب مسرعا، فسكان كلما ترفق القاضى وقف السكران ، حتى لم يكن للقاضى بد من أن يقرب منه وينظر اليه.
قال أصبغ : وكنت أعرف كراهية القاضى أن ينتشب(1) فى مثل هذا، ورقه قلبه آن يقرع أحدا بسوط، فقلت في نفسى : ليت شعرى !
كيف تصنع فى مثل هذا يا ابن بقى؟ فلها قربنا من السكران تعاطف (2) على القاضى، فقال : مسكين هذا السائر! أراه مخبول العقل، قال : فقلت له : بلية عظيمة، فجعل يستغفر الله، ويسآله آن يأجر المصاب فى عقله قال أصبغ : وكنتآ عنده يوما أنا وكاتبه ابن حصن ، حتى أتاه رجل محتسب(4) برجل به دائحة الشراب ، وادعى(4) المحتسب، فقال القاضى لكاتبه ابن صن استنكهه(5) فاستنكه ، فقال له : تعم ، عليه رائحة الشراب: قال : فظهر بوجه الكراهية لذلك ، ثم قال لى : استنكه أنت ، ففعلت، فقلت له: أجد رائحة ولا أدرى إن كانت رائحة مسكر أم لا.
(1) انتشب: علق (1) الأصدل : "تعاطف (2) المتسب : من يتولى متصب الحسبة، وهى الاشراف على الشتون العامة (4) الأصول : * ودعا وييدو انها محرفة عما أثبتتا 5) استنكه : شم راشعة فمه
Shafi 226