Kwatancen Qurtuba

Khushani d. 361 AH
179

Kwatancen Qurtuba

Nau'ikan

============================================================

كما يفعل من احتضر، فدخل ابن قلزم، فتوجع واستعبر، ثم خرج من فوره ذلك إلى هاشم ، وقال : سليمان يحشرج للموت (1) ، وما اظنه يلغ وقت الجمعة حتى يموت ، فتدارك بالكتاب إلى الامير - آبقاه الله - فإن المقام فى ضيق الوقت صعب، فقال له هاشم : آنت رأيه بهذه الحال؟

فقال : نعم ، هذا خروجى من عنده إليك ، فقال هاشم : ما بعد هذا شيه ، ثم وضع يده فكتب إلى الامير يخبره ان ابن قازم أتاه وحكر 2 أنه دخل على القاضى سليمان وهو يحشرج، وقد ضاق الوقت ، فلينظر الأمير - أبقاه الله - فى ذلك ، ففكر الأمير - رحمه الله - سادة ، وكان من الكمال بحيث ماعرفت الخاصة والعامة ، فوقف على آن ابن قلزم كان يشتهى الصلاة ، ولم يسمع لسليمان قبل تلك الساعة بعلة ولا مرض ، فأدرك بنظره مالم يدرك هاشم ، وعلم أن فى الخبر دخلا(2)، فقال لفتى من وجوه فتيانه : اذهب الساعة وادخل على القاضى وانظر حالته وماهو عليه، فإن وجدته يتكلم ويبين عن نفسه ، فاسأله إن كانت به طاقة على الخطبة والصلاة اليوم؟

فأتى الفتى فدخل على سليمان ، فوجده جالسا جلوس الصحة ، فذكر له الأمر وأعله ببعض الخبر، فقام سليمان من مقعده ذلك فى حضرة الفتى وجلس على كرسى، وأمر أن يؤتى بالماء يتوضا، فتوضا، ولبس ثيابه، وخرج مع الفتى راجلا إلى الجامع ، ورجع الفتى إلى الأمير، فأعله بالقصة على وجهها فقال له الأمير - رحمه الله : لقد طيب (3) سليمان فى ابن قلزم، ولعب به كيف شاه ، ثم ضحك على ذلك ضحكا عظيما (1) الاصول: " الموت" ولا يستقيع بها الكلام (2) الدخل، محركة: القساد والعيب (2) كذا، يريد وقع فيه

Shafi 179