عندما تدخل في الصباح إلى الديوان، سيكونون جميعا في استقبالك، السعاة واقفون على الجانبين، حللهم زرقاء، وجوههم المصفرة تبتسم، يقفون على الجانبين ليحيوك، أياديهم الخشنة تريد أن تمتد لتصافحك، وفي أعلى السلم ستلمح رئيس القلم ومدير الإدارة والمدير العام، نعم إنهم ينتظرونك ، ابتسامتهم العريضة ستخجل تواضعك، ولكن حاول ألا تتعثر في الطريق! لماذا الخجل يا عبد الموجود؟ ألأنك تلبس حلتك السوداء؟ ولكنهم رأوها عليك من قبل.
ألأنك تلبس قميصا جديدا، ياقته منشاة؟ ولكنه يبدو كذلك فحسب؟! أم لأنك تلبس حذاء شديد اللمعان؟
سيسلمون عليك، سيرحبون بك (حاذر فربما أخذوك بالأحضان!) سيقولون لك: كل شيء جاهز وعلى ما يرام، الأوراق منتهية، والمعاش ستقبضه بالكمال والتمام، لكن قبل الإمضاء تعال لنحتفل بك، لا تحاول أن تعتذر، فكل شيء جاهز كما قالوا، والشمس لن تلسع رأسك، ومكانك محفوظ في قاعة المومياوات.
الموكب سيتحرك يا عبد الموجود.
أنت في الوسط، المدير في المقدمة، السعاة على الجانبين، وكل شيء على ما يرام، وعندما تدخل إلى حجرة المدير - يا لها من حجرة فخمة مزدانة بالستائر المخملية والسجاد وصور المديرين السابقين وأواني الزهور والريحان - ستجد أن مكانك أيضا هناك، افتح عينيك، فكل شيء معد من أجلك.
افتح أذنيك، فالخطب التي ستتلى عليك طويلة وفصيحة، ابلع ريقك، فالمائدة مرصوصة بألوان الطعام، سوف يجلس الجميع، كل في مكانه، وسيقف السعاة، على أهبة الاستعداد، وعندما يقف المدير، سيسود الصمت، وعندها يتكلم فيقول:
المدير: أنا المدير العام.
المسئول عن هذه المصلحة ومن فيها.
في كل يوم أراجع كشوف الغياب.
ألاحظ أن يكون كل شيء في مكانه.
Shafi da ba'a sani ba