56

Labarin Turuwada

قصة طروادة

Nau'ikan

ورتعت في ظلها أترابه.

ولكن!

لقد كانت روح بروتسيلوس الجذوة التي أججت نيران الحرب فجعلتها ضراما؛ فإنه ما كاد يرمى بالسهام فيصمى، فيسيل دمه أنهارا حتى تدفقت جيوش الهيلانيين على الشاطئ الآسيوي غير مبالين بالموت الأحمر الذي كانت تمطرهم به سهام الطرواديين والمنية السوداء التي كانت تقطر من سيوفهم فتحصد صفوف الغازين حصدا. لا؛ لم يبال الهيلانيون بهذا الهول الأكبر، بل انقضوا على الشاطئ شكاكا في سلاحهم مقنعين في دروعهم مرهفين سيوفهم، تفيض عليهم عدة الحرب كأنهم جنة ترقص في زوبعة، أو ظلال من الذعر تجول في معمعة.

وتبعهم قادتهم العظماء فانطلقوا يبوءونهم مواقف للقتال، ويلقون عليهم من كلمات الحماسة وخطب الاستبسال ما أضرموا به جوانحهم شوقا إلى خوض الكريهة وحنينا إلى اقتحام الوغى وصبوة إلى تقبيل الرقاق البيض.

ودقت الطبول فكانت إيذانا بهجوم الهيلانيين.

فانظر الآن إلى البحر يلتطم بالبحر، والموج يساور الموج، والموت يصاول الموت، والحياة الحلوة تأخذ بتلابيب الحياة الحلوة، وصيحات الهيلانيين تردها صيحات الطرواديين؛ وليل الآخرة يغطش نهار الدنيا، وظلام القبور يكشر لهذه الدور ، والفزع يمشي في صفوف هؤلاء وهؤلاء، واليتم يجرح هذه الكبد ويقرح ذلك القلب، والحزن يفيض على هذا السهل ويجوب ذاك الوادي ويرف على قلل تلك الجبال، وأنين الجرحى يطن في فضاء الساحة الحمراء فيملأ الآذان بالهلع، والنفوس بالجزع، والدماء تتفجر هنا وتتحدر هناك، والرءوس منتثرة فوق الأديم المضرج زائغة أبصارها، مفغورة أفواهها، معفرة بالتراب أنوفها التي عزت على العالمين.

ثم انظر إلى أخيل يرعد بين الصفوف ويقصف، ومن ورائه الميرميدون يوزعون المنايا ويهدهدون الحتوف ويقربون الآجال!

وأوليسيز المغوار؛ وتلك العجاجة المنعقدة فوق رأسه من خبار الحرب، وهذه الصعدة السمراء بيمينه تنفث الموت في صدور الأعداء!

وأجاكس وجنوده! الكرار الفرار المذاويد الأحرار!

وبنليوس! قائد العساكر البووطية، القروم البواسل والليوث الكواسر!

Shafi da ba'a sani ba