44

Labarin Turuwada

قصة طروادة

Nau'ikan

لم يبق إذن على الأسطول إلا أن يقلع إلى طروادة فيدمرها تدميرا!

ولكن البحر هادئ، والرياح نائمة ولا بد لهذه السفن المثقلة بالعدة والعديد من قوة هائلة تدفعها في هذا الخضم الساخر!

الأيام تمضي دون أن تستيقظ الريح!

والملال يدب في قلوب الجند من طول ما تلبثوا في تلك الجهة من الشاطئ العابس المتجهم لا يريمون!

والميرة تكاد تنفد ...

والخيل تعلك حديدها كأنها برمت بهذا الركود! - «كالخاس!» - «مولاي!» - «اذهب يا رجل فاستوح لنا أربابك ماذا تبتغي لتطلق الرياح؟» - «لبيك يا مولاي.»

وانطلق عراف الحملة إلى المعبد القريب فمكث غير قليل، وعاد بقلب موهون، وجسم مضعضع، ووجه مغبر وجبين كاسف معقد. - «ما وراءك يا كالخاس؟!» - «مولاي! ...» - «تكلم! تكلم يا كالخاس!» - «الآلهة! الآلهة عطشى يا مولاي!» - «عطشى؟!» - «أجل، عطشى إلى الدماء.» - «دماء من؟!» - «دماء ابنتك!» - «ابنتي؟! ابنتي من؟!» - «إفجنيا!» - «ويلاه! ماذا تقول؟» - «لا بد من تقديمها قربانا! لا بد من أن يطل دمها على مذبح ديانا يا مولاي!» - «ولمه؟» - «لكي تطلق الرياح من عقالها، ولكي تكون فدى للجيش كله، ولهيلاس جميعا!» - «يا للهول! لا كانت هذه الحرب!»

وما كاد يقولها حتى تكبكب القواد حوله، وطفقوا يترضونه: «من أجل الآلهة، وفي سبيل الوطن!» والرجل يبكي وينشج، ويذهب نفسه شعاعا!

وأمرهم أن يتركوه وحده ليرى رأيه.

فلما انصرفوا دعا إليه كالخاس وأخذ معه في حوار طويل، ثم ترجاه أن يذهب إلى المعبد فيضرع إلى الآلهة عسى أن تقبل قربانا آخر غير هذه الفتاة الحبيبة المنكودة مهما غلت قيمة هذا القربان!

Shafi da ba'a sani ba