128

Labarin Turuwada

قصة طروادة

Nau'ikan

ويكون أبوللو مطلا من سحابة سارية، فينتابه من الهم على صديقه ما يثير في قلبه الحنان المقدس، ويلقي درعه الذهبي على القتيل المهين، فيقيه الدرع من الصخر والحصى.

أما فينوس! فإنها ترف هي الأخرى فوق الجثة، وما تنفك تصب عليها من خمر الأولمب ما تنضح به من دمائها ... وطلائها

1 ...

وتطلع الآلهة من ذروة جبل إيدا، فترثي لما يحل بالميت المسكين من هوان، ويلحظ أبوللو ما ينقدح من عيني سيد الأولمب من شر، فيجد فرصته وينهض خطيبا مصقعا كيما يثير زيوس على أخيل ... عسى أن يحل عليه غضبه، بعد إذ حماه طويلا.

وينجح أبوللو في إثارة رحمة الآلهة، وتأليبهم على زعيم الميرميدون، وجعلهم إلبا عليه واحدا؛ لولا أن نهضت حيرا مغضبة، فانطلقت تدفع عن أخيل، وتذكر سادة الأولمب بهذا المهرجان الفخم الذي أقامه بليوس أخوهم ونجيهم، هناك ... هناك في أعماق المحيط احتفاء بقدومهم للمشاركة في عرسه وبنائه على ذيتيس المسكينة ... التي يعلم الجميع أنها ثكلى ... وإن لم تفقد أخيلا بعد!

وتذكرهم حيرا بالموثق الحرام الذي قطعوه على أنفسهم أن يباركوا نسل بليوس، وأن يدفعوا عنه الضر ... حتى تنفذ مشيئة ربات الأقدار .

ويحار زيوس بين سخط الآلهة ودفاع حيرا، ثم يبدو له أن ينفذ رسوله الأمين «إيريس» إلى ذيتيس الحالمة في أعماق البحر، فتوقظها وتلقي إليها برسالة السماء. «... أن هلمي من فورك هذا إلى سيد الأولمب، فإنه يأمرك أن تسعي إليه في مهمة تعرفينها فيما بعد.»

وتنتفض الأعماق بالأوسيانيد والنرييد وسائر عرائس البحر وعذارى الماء، يسعين خببا في إثر ذيتيس، حتى تكون في أفق جبل إيدا، فينثنين ... تاركات مولاتهن في ثوبها الحريري الأسود وزنارها القاتم، تسعى وحدها حتى تكون فوق الثبج، ومن ثمة تعرج في الأديم الأزرق حتى تلج أبواب السماء.

وألفت حشد الآلهة لا يزال يتحاور ولا يزال أبوللو يحاج حيرا، وحيرا تقرعه، حتى نظر زيوس فرأى ذيتيس تتهادى في طيلسانها الأسود ووجهها المشرق المترع بالمفاتن يزيده الحزن روعة، ويضفي عليه الأسى جلالا ... فتبسم سيد الأولمب واهتز فوق العرش، ثم قال: «مرحبا ذيتيس! فيم هذا الأسى يا فتاة؟! آه ... مسكينة! ولكن أصغي إلي: لقد دعوتك إلى الأولمب لتذهبي برسالتي إلى أخيل العزيز فتوصيه بجثة هكتور؛ لقد أثار بما ينزله بها من هوان غضب الآلهة جميعا، بل لقد أثار غضبي أنا أيضا ... أنا ... حاميه ومنقذه ومرشده في كل مثار نقع ... اذهبي إليه فأمريه أن يقلع عن هذه المثلة؛ فإنه لا شيء يحنق الآلهة مثلها، وليسلم القتيل لأهله، فهذا خير له، وليقبل القود العظيم الذي يقدمه إليه بريام الملك الشيخ الحزين ... الذي حطمه الرزء، وعظمت عليه البلية، وصدعت قلبه المصائب ... أما نحن ... فسننفذ إيريس إلى طروادة تأمر الملك بإعداد القود والتجهز للقاء أخيل في معسكره ... وسنرسل ولدنا هرمز إلى بريام يحدو ركبه إلى معسكر أخيل ويعمي أبصار الميرميدون حتى لا يثوروا به، وحتى يكون أمام زعيمهم وجها لوجه ...

ذيتيس! حسب أخيل ما حل بابن بريام ...»

Shafi da ba'a sani ba