118

Labarin Turuwada

قصة طروادة

Nau'ikan

وانطلق ابن بليوس في إثر هكتور، وأشرف عذاري إليوم يطللن من أبراج المدينة الخالدة ويمسكن حبات قلوبهم أن تثب إلى الميدان فتطأها سنابك تلك الجياد الجوامح. وكان كلما أغذ هكتور خف أخيل في أثره، فكانا كالأبردين:

1

لا الليل يدرك النهار ولا النهار يستأني فيدركه الليل حتى نال منهما الجهد، وتفزعت الآلهة في علياء الأولمب إشفاقا على ابن بريام العظيم، ورثاء لابن بليوس المتهدج ورحمة لهذه الأرض المضرجة بدماء الشهداء.

وهم سيد الأولمب أن ينقذ هكتور لولا أن أقنعته ابنته مينرفا ربة الحكمة والموعظة الحسنة فنحته عن طريق الأقدار وأخلت بين أخيل وخصمه.

وطافا حول طروادة ثلاثا وما كادا يبدآن طوافهما الرابع حتى قبض زيوس إليه ميزان القدر فهوت كفة الحق بقتل هكتور، واربد وجه أبوللو وسقط في يده، وانطلق يضرب أخماسا لأسداس! ...

وأسرعت مينرفا إلى أخيل تزف إليه بشرى السماء، وآثرت له أن يلبث مكانه يستجم نشاطه ويتنفس الصعداء حتى تذهب هي إلى هكتور فتغريه بلقاء خصمه وتنفره من هذا الفرار الذي أضحك منه قيان إليوم وحسانها ...

واستخفت مينرفا وبدت لهكتور في هيئة أخيه الأصغر ديفوبوس، ثم راحت تحضه على الحرب وتحرضه على أخيل، وتهون له من شأن زعيم الميرميدون، وتعده أنها ستقدم له كل عون حتى يظفر به وتنصره السماء عليه نصرا عزيزا.

ولم يشك هكتور في أن الذي يخاطبه هو شقيقه وحبيبه ديفوبوس، فوقف قليلا يفرج عن قلبه بعض ما كرثه من روع، وراح يمزج شكرانه لأخيه بدموع الفزع، وذلة العبارات المتقطعة الحزينة، وخفقان القلب المضطرب ذي الوجيب!

وانثنى هكتور للقاء أخيل.

فما كاد ابن بليوس يشهده مقبلا بعد إذ كان مدبرا حتى طرب قلبه وشاعت بشاشة اللقاء في زنده القوي وسواعده المفتولة، ثم انقلبت هذه البشاشة إلى جهنم من الغيظ تستعر بالتشوف إلى الانتقام في فؤاده، وتضطرم بلظى البطش في سويدائه؛ وتطل من عينيه تود لو تنقدح في أضلع هكتور!

Shafi da ba'a sani ba