Naubandha ، ومعناها المرفأ أو الميناء، وكان «مانو» مصطحبا معه سبعة من «الريشي»
rishi ، وهم فقراء الهند وأهل الباطن عندهم من النساك المتعبدين.
5
ولا جرم أن هذه الأسطورة الهندية تزودنا بما نستطيع به فهم التصور السوميراني القديم في حقيقة «إيا»
Ea
التي مر بنا ذكرها من قبل في سياق الأسطورة البابلية. فإن الأسطورة الهندية تنص على أن هذه السمكة عندما كانت صغيرة لجأت إلى «مانو»، خشية أن يبتلعها السمك الكبير ويذهب بها، مهيبة أن يحميها وأن يظللها بعناية، فرفعها «مانو» الحكيم من النهر ووضعها في جرة، غير أنها أخذت تكبر في الحجم، فنقلها إلى وعاء كبير ومن ثم إلى نهر «الكنج»،
6
ثم شكت السمكة «لمانو» مع مضي الزمان من أن النهر قد ضاق بها وأنه لا يسعها، فأخرجها منه إلى المحيط الأوسع. وجزاء هذه الخدمات تجلى الإله في صورة سمكة، وأخبر «مانو» بما سوف ينتاب الأرض من طوفان مجتاح مدمر، ثم اقتاد السفينة في وسط الكارثة حتى استقرت على رأس الجبل.
فإذا كان لهذه الأسطورة الهندية أصل بابلي كما هو مرجح، جاز لنا أن نقضي بأن روح نهر الفرات التي كانت تدعى في أساطير بابل «روح الأرض» و«روح المكان» كانت تتصور في هيأة سمكة، وأن نماءها في النهر يعلل فيضانه؛ إذ يضيق بها على سعته. على أن التصور غير قاصر على أهل بابل والهند، ففي كثير من القصص الميثولوجي تقع على تعليلات لحدوث الفيضانات العظيمة بأن «وحشا عظيما لا بد من أن يكون قد لجأ إلى البحر أو البحيرة أو النهر فعلا ماؤه وفاضت جوانبه.»
7 •••
Shafi da ba'a sani ba