ولما شارف نهاية هذا الوادي أخذ الظلام يقل رويدا رويدا، حتى خرج إلى وضح النهار، فوجد نفسه في حديقة غناء واسعة الأرجاء، التفت أشجارها ودفقت مياهها، ومن بين أشجارها شجرة الآلهة، التي وصفت في المتن الأصلي بما يلي:
تحمل الأحجار الكريمة بدل الثمار، وقد تدلت فروعها وأغصانها على أجمل نظام رأته عين، وقد ثقلت بالأثمار التي تخطف البصر إذا حدق فيها الناظر.
وبعد أن ملأ «غلغامش» ناظريه من جمال الحديقة، انطلق يطلب الشاطئ.
ويصف اللوح العاشر اتصال البطل بإلهة البحر «سابيتو»
Sabitu ، وكان من عاداتها إذا قدم أحد عليه مظاهر الألوهة، وفي قلبه حزن، وظهر كأنه قد أنهكته الأسفار، دخلت قصرها وجرت وراءها رتاج الباب. غير أن «غلغامش» وهو يعلم أنه في حاجة إلى مساعدتها لكي يصل إلى مقر «أوت- نابشتيم»، أخبرها خبره وهددها يأسا بأن يقتحم عليها باب القصر إذا لم تفتحه. وبعد لأي رضيت «سابيتو» أن تنصت له طالبا منها أن تدله على طريق «أوت-نابشتيم». وكان شأن هذه الإلهة معه كشأن العقاربة؛ إذ رأت أنه لن ينفك عن غرضه، فأمرته أن يذهب إلى «آداد-إيا»
Adad-Ea
ملاح «أوت-نابشتيم» الذي لا يمكن بغير معاونته أن يتقدم «غلغامش» خطوة واحدة في سياحته القصية.
ولما لاقى «غلغامش» «آداد-إيا» نصحه أن يرجع، ولكن البطل كان على تصميمه وعناده، فبدأ يحطم سفينة الملاح بفأسه، فاضطر الملاح أن ينفذ رغبة «غلغامش»، فأرسل مساعده إلى الغابة ليحضر إليه ما يصلح به سفينته، وبعد إصلاحها سافرا معا.
غلغامش وأوت نابشتيم
ولقد أخذ «أوت-نابشتيم» العجب عندما رأى «غلغامش» قادما إليه. أما البطل «غلغامش» فكان قد أصيب بمرض عضال، بحيث أصبح غير قادر على أن يغادر السفينة. غير أنه أفضى إلى «أوت-نابشتيم» المؤله - وكان على الشاطئ منتظرا - برغبته في أن يعرف السر في الحصول على الحياة الخالدة. غير أن بطل الطوفان كان حزينا حزنا عميقا، فقال له: «إن الموت هو الكأس الدائر على شفاه بني الإنسان.» وكذلك لم يعط الإنسان من الكفايات ما يدرك بها الساعة التي سوف تظلله فيها ظلال الموت. إن «الأنوناكي»
Shafi da ba'a sani ba