وبعد ذلك وصل إلى جبل أكثر ارتفاعا من كل الجبال التي مر بها، ووجد أن مدخل الجبل محروس بأناس «عقاربة»، وكان هذا جبل «ماشو»
Mashu
أي جبل «الغروب» (جبل غروب الشمس)، وقد استوى في نهاية الأفق الغربي فاصلا بين الأرض العليا والأرض السفلى.
ووصل في النهاية إلى جبل «ماشو» الذي تحرس مداخله مسوخ مريعة، تصل ظهورها إلى مواقع السحاب، وتذهب أعضاؤها الأمامية إلى ما بعد «آرالو»
Aralu ، وعلى الباب أناس «عقاربة» يحرسونه. أما منظرهم فمرعب رهيب، وأما لمسهم ففيه الموت المحتوم، أما عددهم فكبير؛ لأنهم يغشون كل الجبال، وهم يظلون يلحظون الشمس من ساعة شروقها إلى مغيبها. ولما رآهم «غلغامش» اسود وجهه خوفا وفزعا، وأفقدته بشاعة منظرهم كل حواسه فخر صريعا.
ولما أراد «غلغامش» أن يلج مدخل الجبل، وجد طريقه مسدودا بهؤلاء العقاربة الذين لما رأوا لمحة الألوهة موسومة على محياه لم يحدجوه بنظراتهم المخيفة القاتلة، بل سألوه عن غرضه، والسبب في مجيئه، والدنو من جبل «ماشو». ولما أجابهم على أسئلتهم وأخبرهم أنه يريد الوصول مقر سلفه العظيم «أوت-نابشتيم»، ليعرف منه سر الخلود والشباب، نصحه العقاربة بأن يرجع عن عزمه. فقد ذكروا له أن أمامه وادي الظلام الذي لا يمكن أن يقطعه في أقل من أربع وعشرين ساعة «12 كاسبو»
12 Kasbu ، قبل أن يخرج إلى النور مرة أخرى، ورفضوا أن يسمحوا له بالدخول، غير أن «غلغامش» توسل إليهم بدموعه، وبعد لأي، قبل المسوخ أن يأذنوا له في الدخول.
ولما جاوز «غلغامش» باب جبل «الغروب» (بفضل كونه أحد آلهة الشمس)، دخل في واد مشتد الظلام عظيم الحلكة، وظل يضرب في مفاوزه «12 كاسبو»
12 Kasbu
أربعا وعشرين ساعة.
Shafi da ba'a sani ba