وانقض سيمور ببوارجه علي الإسكندرية.
الآن حصحص الحق، فالمصريون مهما أكدوا كاذبون، والسيد «سيمور» صادق ولا شك في صدقه، وما دام يقول إن التحصينات مستمرة فيجب أن تكون التحصينات مستمرة، وعلى المصريين الآن إما أن يسلموا قلاعهم أو حصونهم عن طيب خاطر، وإلا فإن الأميرال «سيمور» يكون مضطرا لضربها للدفاع عن نفسه وعن أسطوله.
واقرءوا معي أيها المصريون هذه البرقية الثانية التي أرسلها مستر «كارترايت» من ظهر البارجة «هلكن
Helicon » - إحدى سفن الأسطول البريطاني - في نفس اليوم وهو 9 يوليو إلى وزير خارجية إنجلترا:
سيدي اللورد
أتشرف بإخباركم أنه اتصل بالأميرال سير بوشامب سيمور أن مدفعين جديدين نصبا صباح اليوم بحصن السلسلة القائم تجاه الميناء الجديدة ولا يستطيع الأميرال أن يلازم الصمت حيال هذا العمل العدائي، فقرر أن يطلق النار عند شروق شمس يوم الثلاثاء 11 الجاري.
يا للهول! لقد جرؤ المصريون على نصب مدفعين في أحد الحصون، إنهم بهذا يهددون الأسطول البريطاني الهادئ المسالم!
إنها ملهاة عجيبة تحتاج شاعرهم العظيم شكسبير ليصيغ منها مسرحية خالدة، وليسجل فيها وحشية المصريين الذين جرءوا على نصب مدفعين قديمين قد علاهما الصدأ ولا تكاد قذائفهما تنطلق حتى تتساقط في مياه البحر على بعد أمتار قليلة، وليسجل فيها أيضا إنسانية الأسطول الإنجليزي الذي أبى إلا أن يضحي ببعض جهوده وقذائفه لتأديب هؤلاء المصريين المتوحشين ولمنع عدوانهم، وذلك بتخريب قلاعهم ومدنهم وسلب حريتهم واستقلالهم واستغلال مواردهم وثرواتهم.
ومضى الأميرال الشجاع «سيمور» في كتابة بقية فصول القصة.
المصريون الوطنيون الثائرون لحريتهم وكرامتهم هم العدو كل العدو، وهم الهدف كل الهدف.
Shafi da ba'a sani ba