Labarin Falsafar Zamani
قصة الفلسفة الحديثة
Nau'ikan
حين أبدى الدهماء إعجابهم به في أحد مواقفه، فتساءل: ترى أي خطأ أتيت؟» يشير بهذا إلى أن عامة الشعب لا يمكن أن يتعلق إعجابها بالعمل الكامل، ولا تصفق إلا لنقص. لذلك لا يريد بيكون أن تسود المساواة بين الناس جميعا، ويقترح أن يمنح المزارعون ملكية أرضهم، ثم يقوم على رأسهم أرستقراطية تدبر أمرهم، ثم يحكم هؤلاء وأولئك جميعا ملك فيلسوف، ولعله تمنى أن يكونه. (2) أساسه الجديد في البحث
كانت الفلسفة طوال القرون الوسطى تقوم على أساس خطأ لا يمكن أن يؤدي إلى علم جديد، فقد اتخذت القياس المنطقي سبيلا لتأييد المذاهب والآراء، (والقياس المنطقي وسيلة عقيمة في كثير من وجوهه؛ لأنك مضطر أن تسلم بمقدماته تسليما لا يجوز فيه الشك)، فمهما أمعنت في البحث والاستنتاج فأنت محصور في حدود المقدمات التي سلمت بها بادئ بدء، فإذا أريد الإصلاح وانتشال الفلسفة من الهوة التي تردت فيها، فلا بد من ثورة تهدم أسلوب البحث العتيق البالي، لهذا نهض بيكون ووضع أساسا جديدا للبحث كانت أولى خطاه الملاحظة والتجربة، وقد اشترط فيهما أن تستخدما في بطء شديد، وحذر شديد، والبطء والحذر هما أبرز ما يطبع بيكون بطابعه الخاص الذي يميزه من أسلافه في العصور الوسطى والقديمة، فكثيرا ما بدأ الفلاسفة بالملاحظة، ولكنهم كانوا يفسدون هذا البدء الصحيح بالتسرع بأن يقفزوا من ملاحظة الجزئيات إلى الأحكام الكلية العامة قفزا لا يحتاطون فيه بالحذر، فقد كانت تكفيهم مجموعة قليلة من الأمثلة التي يستجمعونها بالملاحظة ليقيموا على أساسها ما شاءوا من نظريات فلسفية عامة، أما بيكون فيحذر الناس ويوصيهم بالأناة والصبر، فلا يبدءون في مرحلة التعميم إلا إذا جمعوا من الأمثلة الجزئية أكبر عدد مستطاع.
أراد بيكون أن يضع للعقل الإنساني خطة جديدة يسير عليها، ولكنه قبل أن يقوض الأطلال القديمة ليقيم في مكانها بناءه الجديد، عمد إلى تطهير العقول من كل ما يشوبها من تعصب وجمود، فإن أردنا أن نفكر تفكيرا سليما، وأن نبحث بحثا منتجا صحيحا، فلا بد أن نتخلص من هذه الأخطاء والأوهام الباطلة التي تحول دون سلامة التفكير. (3) الأوهام الأربعة
Idols
2
يريد بيكون بادئ بدء أن يسجل عوامل الخطأ، وأسباب الزلل قبل أن يمضي في رسم خطته الجديدة، وهو يحصرها في مجموعات أربع يطلق عليها هذه الأسماء: (1)
أوهام الجنس
Idols of the race . (2)
أوهام الكهف
Idols of the cavs . (3)
Shafi da ba'a sani ba