ف ورولند تردى
ولم يشد التاريخ بعمل قليل الشأن كما أشاد بهذه الحركة، حتى لقد جعلها منبعا لأساطير البطولة وأناشيد الشعراء، فهي ثرموبيلى
7
جبال البرت (البرانس) في التغني بها وطول الحديث عنها، وإن لم يكن لها ذلك المجد ولا هذا المغزى.
هوامش
الأندلسيون
وضع انتصار شارل مارتل سنة 733م/511ه سدا أمام غزو المسلمين لأوربا، فلم يعودوا يفكرون في دفع فتوحهم إلى الأمام، واتجهوا إلى توحيد المملكة التي افتتحوها وجمع أطرافها، وبعد أن وقعت الواقعة بجيش شارلمان عاشوا في بلادهم آمنين لا ينازعهم منازع مدة ثلاثمائة سنة، نعم إن أبناء القوط المنهزمين تمسكوا باستقلالهم في المقاطعات الجبلية الشمالية، وأخذوا من آن لآن يستردون أجزاء من مملكتهم القديمة، ولكن هذه الغارات - وإن ضاقت بها صدور العرب - لم تكن إلى الآن خطرا عليهم؛ لأنهم كانوا يقطنون القسم الأعظم من إسبانيا في رخاء وبلهنية، ولم يتحقق خطر المقاطعات إلا في القرن الحادي عشر.
وقبل الفاتحون أول الأمر الاعتراف باستقلال هذه المقاطعات، وعدوا ذلك شرا لا بد منه؛ لأن انتزاعها من أيدي الإسبان كان يكلفهم دماء أغلى ما تستحق، فتركوا للمسيحيين جليقية (غاليسية)، وليون، وقشتالة، ومقاطعات غسقونية، وقنعوا بأحسن قسم في إسبانيا، وأرغموا المسيحيين على التمتع بمفاوز الشمال الموحشة الباردة، وصخوره القاسية الجافية على ألا يطمحوا أو يمدوا أعينهم إلى ما ينعم به العرب من الولايات الجنوبية والشرقية الدفيئة الخصيبة.
ومنذ نهاية القرن الثامن - حينما وقفت حدود مملكة العرب عند غاية، إلى أن زحف المسيحيون على ممالك الإسلام في القرن الحادي عشر - كان الحد بين المسلمين والمسيحيين على التقريب عند امتداد شارات وادي الرمل
1
Shafi da ba'a sani ba