Labarin Adabi a Duniya (Sashi na Farko)
قصة الأدب في العالم (الجزء الأول)
Nau'ikan
وهو أشد من أبيه استبسالا في القتال، وأسمى منه روحا، ولكنه بعد لم يبلغ من القوة ولا من سعة التجربة ما يجعله صالحا لقيادة بني إسرائيل، وكأنما أراد به الله أن يكون سلما يدرج عليه بنو إسرائيل ليصلوا إلى داود ، وهو شخصية جبارة في التوراة؛ فقد كان داود قائدا حربيا، وحكيما عظيما؛ فهو في القتال معجزة، لأنه قتل «جولياث»،
13
وهو في القدرة العقلية فذ فريد، لأنه سلك في حياته مسالك الحكماء.
فقد جاءت صورة داود في التوراة من الكمال الفني بحيث تنبض بالحياة. وإنها لتفوق تصوير يوسف على ما في هذه من حياة وقوة،وحيكت في التوراة حول داود - كما حيكت حول سائر أبطال الملاحم - صفات خارقة لطبائع البشر، ولكنه رغم ذلك صورة لشخصية حقيقية أبدع تصويرها فأصبح معروفا مألوفا، تميزه بعواطفه وأحزانه وغضباته، كما تميزه بتسامحه وحبه وقوته وإرادته وجوانب ضعفه. إنها شخصية أتم الفنان تصويرها وتحديدها، كما أتم الشاعر تصوير «أخيل»،
14
في الإلياذة
15
لهذا كله كانت قصة داود في التوراة آية الأدب العبري.
وتكاد تدنو من قصة داود في وضوحها وقوتها قصة ابنه سليمان الحكيم العظيم، وإن سليمان في جلاله ليصور بني إسرائيل جميعا حين بلغوا أقصى مراتب المجد والثراء. لقد أفاض الكتاب ما أفاضوا في وصف عظمة سليمان وجلال ملكه، ولعل ما يحرك العاطفة في هذا الوصف هو أنه كتب بعد أن دالت دولة بني إسرائيل، فأخذ الكتاب ينظرون إلى الوراء فيما يكتبون، فيرن حديثهم في الآذان رنين الأسى والأسف، حسرة على ماضي اليهود الذاهب. وسليمان - كما يبدو في التوراة - شخصية متناقضة، فبينما هو مثال الحكمة بحيث لو اقتصرنا على عشر ما نسب إليه من أمثال وأقوال لظل رغم ذلك أحكم الحكماء؛ تراه - في التوراة - ينحرف في مسلكه، وخاصة في شيخوخته، فيرتد إلى الوثنية متأثرا بإغراء النساء، وبهذا ترك سليمان ملكه مصدع البنيان مزعزع الأركان. وجاء خلفاؤه من بعده على حال من الضعف لا تجدر بأبناء سليمان وحفدة داود.
فلما دالت دولة الملوك المدنيين ظهر في اليهود نبيان قويان شديدا البأس هما «إلياهو»
Shafi da ba'a sani ba