Labarin Adabi a Duniya (Sashi na Farko)
قصة الأدب في العالم (الجزء الأول)
Nau'ikan
تقر به عيناه، كلا ولن ينسل أحدا
من عروسه الجديدة.
وحينما تلتقي «ميديا» بجيسن مرة أخرى تتظاهر بالإذعان لما أراد لها القضاء من تعذيب، وتقع عيناها على أبنائها فتنفجر باكية، وتعود لها العاطفة الإنسانية أمدا قصيرا:
أواه! كم لقلبي الكسير فيكم يا بني من أمل عريض؛
فأنتم أساتي إذا ما دهم المشيب،
وبأيديكم العزيزة ستلفون كفني حول جثماني،
حين أرقد جثة باردة.
لكن هذه العاطفة الحنون سرعان ما تمضي، ويبلغها نبأ موت ابنة الملك فتأخذها نشوة السرور، وتصمم أن تورد أبناءها موارد الحتوف، وتستحث نفسها لتقترف ذلك الإثم الفظيع، ثم يتم لها ما دبرت. وكان جيسن قد أنبئ بما اعتزمته ميديا من قتل بنيها وبنيه، فطار برأسه الجنون، واندفع ينقذ الأبناء الأبرياء من تلك المرأة المجرمة الغشوم. وها هو ذا عند دارها يدق الباب دقا حتى ليكاد يدك البناء دكا، ولكن ماذا تجدي لهفته؟ لقد سبق السيف العزل ونفذ القضاء المحتوم في الأبناء.
وتبدو ميديا في عربة تجرها وحوش مجنحة وعلى سطحها رصت جثث أطفالها، فلما أبصرت جيسن نظرت إليه محنقة وتنبأت له بأفدح الخطوب.
أما أنت فانظر! إن الموت يدنو ليطبق عليك.
Shafi da ba'a sani ba