163

Labarin Adabi a Duniya (Sashi na Farko)

قصة الأدب في العالم (الجزء الأول)

Nau'ikan

فتتعقبه الآلهة بالعقاب، ولكنها تعود - في رواية أخرى للكاتب - فتعفو عنه.

فكأنما أراد إسخيلوس أن يقرر مذهبه وهو أن الخطيئة لا بد أن تلقى جزاءها قبل العفو عنها.

وأعظم تجديد جدده إسخيلوس في الرواية المسرحية أنه أدخل أكثر من ممثل واحد على المسرح في وقت واحد، لأنه بذلك هيأ الظروف للمحاورة التي هي ركن أساسي في المسرحية.

ولسنا ندرى - على وجه التحقيق - كيف كان بناء المسرح عند اليونان في عهد ازدهار الرواية المسرحية، ولا كيف كان ممثلوهم يمارسون صناعتهم المسرحية، إذ لم يبق لنا أثر لمسرح بني في القرن الخامس قبل الميلاد نستشهد بمعالمه، فمسرح ديونيسوس الذي كشف عنه في النصف الأخير من القرن التاسع عشر بسفح الأكروبول بأثينا لم يتم بناؤه إلا في القرن الرابع ق.م.

ولكنا نرجح أنهم بلغوا في ذلك من الدقة مبلغا عظيما، وإلا فكيف استطاعت الجوقة في رواية إسخيلوس؛ «برومتيوس المصفد» أن تمثل عرائس البحر سابحة في الهواء، وتظل سابحة حتى يأمرها «برومتيوس» بالهبوط؟

وقد يكون تمثيلهم للمناظر على غير ما نفهمه في عصرنا الحديث، لأننا إن قرأنا الرواية اليوم وجدناها أقرب إلى أن تكون قصة تروى مصحوبة بغناء الجوقة منها إلى أن تكون عملا ومحاورة بين الممثلين يراه النظارة ويسمعونه كما يحدث اليوم. ومهما يكن من أمر، فقد كان لا يظهر على المسرح إلا ممثلان يتبادلان حوارا، يتبعه ويفسره غناء تنشده الجوقة التي كان الغرض منها أن تعلم من مشيئة الآلهة وتدبير القدر ما لا يعلمه البطل في تخبطه ومحنته. •••

وثاني شعراء المأساة النوابغ عند اليونان هو «سوفوكليس» الذي يصغر جيلا عن «إسخيلوس». وقد كانت عادة الشعراء أن يتنافسوا من أجل جوائز معينة تعطى للفائزين، وتنافس سوفوكليس وإسخيلوس في إحدى هذه المساجلات، فظفر بالجائزة سوفوكليس.

ومنذ ذلك الحين أخذ نجاحه يطرد اطرادا موصولا لا ينقطع، حتى وافته منيته حول سنة 400ق.م. وكانت سنه إذ ذاك تسعين عاما.

كتب «سوفوكليس» أكثر من مائة رواية، بقي منها سبع، وهي تدور حول الأساطير ومسائل الدين كروايات إسخيلوس، فلم يكن كتاب الرواية المسرحية من اليونان - وهم في هذا مثل شيكسبير وبعض الشعراء المحدثين - يزعمون لأنفسهم ابتكارا في الموضوع، بل كان موضع التنافس والفخر كيف يعالج موضوع معروف في قالب الرواية.

ومن أشهر رواياته «أوديب الملك» و«أنتيجونا» و«إلكترا» و«أياس».

Shafi da ba'a sani ba