Labaran Wasu Daga Cikin Shahararrun Marubutan Yamma
قصص عن جماعة من مشاهير كتاب الغرب
Nau'ikan
وحرك يده: وبعد، فما هي عشر سنوات؟ إن عشر دقائق أقضيها معك يا مرجوت لتنمحي أمامها هذه السنوات العشر.»
ولما حضر الخادم يحمل في يده طبق طعام سقط الطبق فجأة من يده، وتناثرت شظاياه وقد أحدثت صوتا مزعجا، وظهرت الدهشة في عينيه وهو يحدق فيهما، ثم اعتذر لبليك: «فليسامحني سيدي وكذلك سيدتي؛ فلقد سمعت، بل إن كلنا قد سمعنا ...»
ودارت عيناه على كل الذين كانوا موجودين بالمطعم. - «إن سيدتي كانت قد ماتت، والآن أراها هنا ثانية، وهي أصغر منها سنا من أي وقت آخر ...!»
ثم انصرف الخادم ليحضر طعاما آخر، فضحك بليك وقال: لقد ظنك هذا الفتى شبحا من الأشباح، هل لك أن تشربي قليلا من الشمبانيا؟ إن الأشباح و«العفاريت» لا تشرب الشمبانيا.
وابتسمت في عينيه، ومست أصابعها أصابعه، ثم قالت وهي تشرب نخبه: إني أشرب نخب عشر سنين مضت!
وقال بليك بأسف: أي أيام كانت تلك؟! وقد أترعت كأسها بالحياة حتى فاضت على جوانبها، وكان الليل فيها أفضل من النهار. مرجوت! صغيرتي مرجوت! هيا بنا نرجع عشر سنوات إلى الوراء.
قال ذلك وقد اقتربت رأسه منها فوق المائدة.
أما هي فقد ابتسمت ببعض الاستغراب، ولكنها كانت جميلة جدا، وبعد فإنها قد تغيرت، وبينما كان يحدق فيها بنظره وهي تخلع قفازها من يدها لاحظ أن النور الداخلي الذي كان يشع من وجهها الجميل قد اختفى وتركها خاملة. وكانت هناك تجويفات صغيرة تحت عينيها، وكأن أفكارا كثيرة قد تجمعت فيها، واستولى عليها سكون ورصانة غريبة، وكأن أعضاء جسمها قد تأثرت أيضا، ولم يكن قد عرف أبدا أن لها مثل هذا السكون والوقار.
وعلى كل حال لقد فضل مرجوت الأولى، ولكن يظهر أنها بدأت تعود إليه ثانية إبان تناولهما الطعام، فابتدأ الضحك يتدفق من فمها كما يتدفق الماء من الينبوع، وعاد اللون إلى خديها.
والآن وجدها محبوبة حقا، وذهب بفكره إلى الوقت الذي سيكون فيه إلى جانبها داخل عربة تخترق بهما الشوارع الصاخبة، وإذ ذاك سيضمها بين ذراعيه.
Shafi da ba'a sani ba