Karatu a Littattafai na Aqida
قراءة في كتب العقائد
Nau'ikan
ومن المشاكل التي واجهت قراء كتب العقيدة لا سيما العقيدة السلفية أن الاقتطاع للنصوص من سياقها أصبح سمة عامة لها وذلك أدى إلى إبطال مفعولها النفسي وأثرها الروحي على المتلقين، فأصبح المتلقي حين يتلقاها وقد اجتثت من سياقها الذي ورد في الترغيب أو الترهيب ضمن معان سامية لا يمكن أن تتوطد في النفس ولا أن تؤثر في القلب إلا بورود هذه الألفاظ فيها.
فعمد السلفيون إليها واستخرجوها من ذلك الإطار الكلامي الرائع حتى أصبحت عندهم لا تؤدي معنى إلا معنى واحدا فقط وهو أن لله يدا أو وجها000
ويكون السياق الذي وردت فيه قد بطل من أوله إلى آخره.
وقد أخبرني بعض العارفين أنهم قبل تلبسهم بالنظر في كتب العقائد السلفية كانوا يقرءون القرآن وتلك الأحاديث بسياقاتها فتحدث طاقة نفسية ومفعولا في نفوسهم قد يستدعي بعضهم إلى البكاء ثم لما نظروا في كتب العقائد وأوردوها مجتثة من سياقاتها قالوا: صرنا نقرأها في تلك الكتب على غير المعاني التي كنا نقرأها في القرآن الكريم صارت تحدث في نفوسنا غبشا وشبهات!!.
والأدهى من هذا أن هذه الفكرة أصبحت لا تفارق عقولهم ونفوسهم فصاروا إذا قرءوا القرآن نفسه ورأوا هذه الألفاظ في سياقاتها عاد إليهم ذلك التصور التي كتبوه في كتب العقائد!! ولذا أصبحت المسألة خطيرة لأن كتب العقيدة إن كانت بهذا الشكل لا نقول إنها أبطلت المفعول النفسي في كتبها بل حتى في القرآن الكريم.
اقرأ مثلا قوله عز وجل (وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء... الآية).
Shafi 277