Karatu a Littattafai na Aqida
قراءة في كتب العقائد
Nau'ikan
فإن قلتم أنها متفرقة فقد أثبتم وجود شيء عجيب عيناه في غير وجهه وأصابعه ليست في يده وساعده ليس في ذراعه وهذا لا يقوله عاقل ولا يمكن أن يكون الكمال عليه ويحتاج إلى نصوص كثيرة لإثبات ذلك ودون ذلك خرط القتاد.
وإن قالوا: بل نؤمن بها مركبة أي أن العين في الوجه والأصابع في اليد واليد في الساعد والساعد في الذراع فهذا هو التشبيه بعينه ويحتاج إلى نصوص كثيرة في إثباته ولا يوجد نص.
وإن قالوا: نسكت فهذا قول المفوضة الذين قالوا نسكت من بادئ الأمر ونؤمن بها كل من عند ربنا وأراحوا أنفسهم والمسلمين من هذا العنت.
ومن أجل هذا فإن مبالغتهم في الإثبات جعلت الطوائف تظن بهم التشبيه والتجسيم على أحسن الأحوال إن لم يكونوا فعلا مجسمة ومشبهة.
لذلك قال الذهبي في ابن مندة (بالغ في الإثبات حتى ظن به التجسيم).
وأقرها ابن عماد الحنبلي.
ومع هذا فإن مما يستدعي الوقوف والعجب إلحاحهم على مشابهة الخلق للمخلوق أو أنه لا توجد صفة في المخلوق إلا وجدت في الخالق على حد قولهم (وعلى وجه الكمال على ما يليق به00)!! وإلا فما معنى إثبات العينين لله عز وجل مع أنها لم ترد في القرآن ولا في السنة الصحيحة وإنما ورد الجمع أو الإفراد لا التثنية.
هل يكون الجواب يا ترى أنهم لما رأوا للآدمي عينين جعلوا لله عينين والذي ينبغي ألا يتعجل في الحكم عليهم حتى يثبتوا ما لديهم مع العلم بأن الاستدلال مع التشبيه بما ورد في الحديث (إن ربكم ليس بأعور) لا يستقيم لأنه محتمل وليس بنص ظاهر.
والمحتمل عند الأصوليين هو أضعف الأدلة ومثل هذا لا تؤخذ منه عقيدة وهناك بعض الدواب من الحشرات والدواب أثبت المكتشفون بأن لها أربعة أعين أو أكثر فإذا فقئت واحدة صار أعور بالإجماع.
Shafi 272