Karatu a Littattafai na Aqida
قراءة في كتب العقائد
Nau'ikan
بمثل هذه المقولات الخاطئة كتب الخليفة العباسي بقتل الإمام محمد بن حبان البستي من أعلم أهل عصره بالحديث، وحكم عليه بالزندقة لقوله: (النبوة العلم والعمل) فنسب إليه إنكار النبوة.
قال أبو إسماعيل الأنصاري سألت يحيى بن عمار الواعظ عن ابن حبان فقال (نحن أخرجناه من سجستان كان له علم كثير، ولم يكن له كبير دين، قدم علينا فأنكر أن يكون لله حد فأخرجناه).
لقد كان بالإمكان فهم ما نسبوه إلى ابن حبان على وجه صحيح كما قال الذهبي في سير أعلام النبلاء: (وهو أن أعظم صفات النبوة العلم بالله الكامل والعمل الصالح كما قال الرسول (صلى الله عليه وسلم): (إني لأعلمكم بالله وأخشاكم له).
ومن المفارقات أن ابن عمار وصف ابن حبان بضعف الدين لأنه لم يثبت لله الحد ومسألة الحد كمسألة الجهة والجسم والجوهر من الأوصاف التي لم يرد إطلاق نفيها ولا إثباتها في القرآن وصحيح السنة وقد كان الأولى بابن عمار السكوت عنها أسوة بكبار أهل الحديث الذين يتوقفون في إطلاق هذه الألفاظ نفيا أو إثباتا.
شارك يحيى بن عمار في إخراج ابن حبان وطرده من سجستان وهكذا الحال حينما يسود الناس القصاص (لقد ابتلي المسلمون بجهال وضلال يدعون الحقائق والأحوال وهم لم يعرفوا معرفة عموم المسلمين من النساء والرجال) -بغية المرتاد، ابن تيمية-.
Shafi 264