239

Karatu a Littattafai na Aqida

قراءة في كتب العقائد

Nau'ikan

Martani

وأنا لا أدري كيف عرف حضرة الأستاذ أن أهل السنة والجماعة منذ زمن الصحابة إلى زمنه كانوا مؤمنين بالمهدي! وقال أيضا: "ما ذكر ابن محمود في شأن المهدي ليس من عقائد المسلمين وإنما هو بدعة وضلالة (يا لطيف!!) قال بها بعض المستشرقين وبعض المفتونين بأفكار الغربيين من العصريين" وكلام هذا الرجل في كتابه البالغ أكثر من 400 صفحة من هذا النمط فارجع إليه إن شئت.

والمقصود أن ينظر القارئ كيف تحولت مسألة (وعظية) إلى عقيدة وأصل من أصول الاعتقاد لا يخالفها إلا كل مبتدع ضال سيئ الاعتقاد.

3- المثال الثالث: مسألة الإمامة (الخلافة/ الحكم): والباحث يجدها من أهم المباحث في كتب الاعتقاد مع أنها من مسائل الفقه السياسي ولكن لما ظهر قول الشيعة والمعتزلة والزيدية في الإمامة وشروط الإمام وما إليه قام أهل السنة بصياغة نظرية خاصة تميزهم عن سائر الفرق في الإمامة وبدأت هذه النظرية بالوضوح على يدي ابن حنبل وما زالت تتطور إلى عصرنا هذا فمع أن مسألة الخروج على الحاكم الظالم وعدم الرضوخ لظلمه واستئثاره بالمال كانت موجودة في الفكر السني قبل ابن حنبل وفي عصره، كما هي عند ابن عمر وابن الزبير والحسين بن علي وعلي بن الحسين وزيد بن علي وكثير من التابعين الذين خرجوا على الحجاج وهي عند أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد بن نصر الخزاعي -قرين أحمد وصاحبه- وهؤلاء هم أصول المذهب السني ولا يستطيع أحد الحكم عليهم بالبدعة والضلال.

Shafi 245