192

Kambun Nahr

قلادة النحر في وفيات أعيان الدهر

Mai Buga Littafi

دار المنهاج

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٨ م

Inda aka buga

جدة

Nau'ikan

إليه، فانصرف إلى سلاّم بن مشكم اليهودي، فأطعمه وسقاه وحادثه بالأخبار، ثم خرج عنه، فأتى أصحابه، فبعث رجالا منهم، فوجدوا رجلا من الأنصار وحليفا له في حرث لهما، فقتلوهما، فخرج النبي ﷺ في طلبهم، واستعمل على المدينة أبا لبابة الأنصاري، وانتهى ﷺ إلى قرقرة الكدر (١)، وفاته أبو سفيان، وقد كان ﷺ أصاب أزوادا كثيرة طرحها أبو سفيان وأصحابه يتخففون عنها، أكثرها السويق، ولذلك سميت غزوة السّويق. وبعد بدر أيضا: غزا ﷺ بني سليم بالكدر على ثمانية برد من المدينة، فاستخلف على المدينة ابن أم مكتوم، وكان لواؤه ﷺ مع علي ﵁، فغنم النبي ﷺ خمس مائة بعير، قسّم أربع مائة منها على الغانمين، أصاب كل واحد بعيرين، وأخذ النبي ﷺ مائة بعير، وكانت مدة غيبته عن المدينة خمس عشرة ليلة. وبعد بدر أيضا: كانت غزوة ذي أمرّ (٢)؛ وهي غزوة أنمار بنجد، يريد ﷺ غطفان، واستعمل على المدينة عثمان بن عفان، وأقام ﷺ بنجد شهرا، ثم رجع من غير قتال، ومنها كانت سرية زيد بن حارثة، وذلك: أن قريشا بعد بدر تجنبوا طريق الشام، وسلكوا طريق العراق، فبعث ﷺ زيد بن حارثة، فلقي أبا سفيان في رفقة يحملون تجارة فيها فضة كثيرة، فغنم زيد ما في العير، وأعجزه الرجال هربا، ففي ذلك قال حسان يعيّر قريشا بأخذهم تلك الطرائق: [من الطويل] دعوا فلجات الشام قد حال دونها ... جلاد كأفواه المخاض الأوارك بأيدي رجال هاجروا نحو ربّهم ... وأنصاره حقا وأيدي الملائك إذا سلكت للغور من بطن عالج ... فقولا لها: ليس الطريق هنالك (٣)

(١) القرقرة-على وزن حيدرة-: الأرض المطمئنة اللينة، والكدر: تقدم ضبطها بفتح الكاف وضمها وسكون الدال المعجمة. (٢) ذكر الطبري في «التاريخ» (٢/ ٤٨٧)، وابن الجوزي في «المنتظم» (٢/ ٢٦٠)، والذهبي في «تاريخ الإسلام» (٢/ ١٤٣)، وابن كثير في «البداية والنهاية» (٤/ ٣٧٥) وغيرهم: أنها كانت في السنة الثالثة، والله أعلم. (٣) الفلجات-جميع فلجة-وهي: العين الجارية والوادي، والجلاد: المجالدة في الحرب، والمخاض-جمع ماخض- وهي: الإبل الحوامل، والأوارك: الإبل التي ترعى شجر الأراك، والغور: المنخفض من الأرض، وعالج: اسم موضع رملي في الصحراء.

1 / 201