ولم يلعن يزيدا بعد موت ... سوى المكثار في الإغراء غالي
قال شارحها أبو البركات النسفي: وصرف يزيد للضرورة، وقال غيره: إنما لم يلعن يزيد لأنه قد روى عنه أنه لما رأى رأس الحسين قال: ((لقد قتلتك من كان الرحم بينك وبينه قاطعة، وتبرأ ممن قتل الحسين أو أعان عليه أو شاربه ظاهرا وباطنا)). هذا اعتقادنا ظاهرا، ونكل سريرته إلى الله تعالى.
وقال الحافظ أبو القاسم التيمي الطلحي الأصبهاني في كتابه ((الحجة في بيان المحجة)): فصل في ذكر يزيد بن معاوية وحاله: ثنا حماد بن زيد عن أيوب عن نافع: لما خلع أهل المدينة يزيد بن معاوية جمع ابن عمر حشمه وولده وقال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((ينصب لكل غادر لواء يوم القيامة، وإنا بايعنا هذا الرجل على بيعة الله ورسوله، وإني لا أعلم غدرا أعم من أن يبايع رجل على بيعة الله ورسوله، ثم ينصب له القتال، وإني والله لا أعلم أحدا منكم خلعه ولا تابع في هذا الأمر إلا كانت الفصيل بيني وبينه)). قال رواه الإمام أحمد بن حنبل بنحوه عن عبد الصمد عن صخر بن جويرية، وفي البخاري في كتاب ((الفتن)) عن سليمان بن حرب، عن حماد بن زيد كلاهما، عن نافع مولى ابن عمر. انتهى.
Shafi 63