العزة، حضور العبد الذليل، بين يدي الرب الجليل ؛ أو ما يستحي العبد إذا وقف بين يدي والي المدينة أن يقبل عليه بجميعه، ولا يلتفت عنه خشية سوطه أو إهانته، فإذا حضر بين يدي ملك الملوك، وجبار الجبابرة، وسلطان السلاطين ، جعله أقل الناظرين إليه، ففي الناس من يكون في الصلاة، وقلبه في السوق، أو في الحساب، أو في السوق يبيع ويشتري، فمثل هذه الصلاة تسمى : خرجية - كالمتاع الخرجي -.
ومن عامل الله تعالى معاملة خرجية يعامل - كذا - على نحوها، ومن عامل الله بالنصح والحضور والمحبة والتعظيم، كان جزاؤه على قدر ذلك.
ثم تكبر، وتقرأ الفاتحة، وتفهم ما تقول، ثم اركع متواضعا لعظمته، وتسجد كذلك، وإذا قرأت التحيات تسلم على ربك عز وجل، وعلى نبيك صلى الله عليه وسلم، وعلى الصالحين، فتكون عند ذكرهم وعند الدعاء في آخر الصلاة.
ورد في الأخبار : (أن العبد إذا قام إلى الصلاة رفع الله الحجاب بينه وبينه، وواجهه بوجهه الكريم، وقامت الملائكة من لدن منكبيه إلى الهوي، فيصلون بصلاته، ويؤمنون على دعائه، وينادي مناد: لو يعلم المصلي من يناجي ما التفت. وفي رواية: ما انفتل).
وقال أبو سليمان الداراني رضي الله عنه : إذا وقف العبد في الصلاة ، يقول الله تعالى : ارفعوا الحجاب بيني وبين عبدي ، فإذا التفت، يقول : ارخوا فيما بيني وبينه، وخلوا عبدي وما اختار لنفسه.
Shafi 31