Ka'idoji Akan Tafiya Zuwa Allah
قواعد في السلوك الى الله تعالى
Nau'ikan
ومثل ذلك الشجاعة والبغي، فالله سبحانه وتعالى ركب في سجية العبد قوة وغضبا ليقيم به الحق وأهله، ويكسر به الباطل وأهله، والعبد مطالب بتوفير هذه القوة وحفظها، واستعمالها في أوقاتها في مصالح الدين والدنيا، فمتى قصر منها خرج إلى العجز الذي يبغضه الله، ويلوم عليه، كما جاء في الحديث: إن الله يلوم على العجز، وكان مع العجز تضييع الحقوق وترك الانتصار للمظلوم، وتضييع المصالح الدنيوية التي لا تتم المعيشة إلا بها، وأمثال ذلك.
فالشجاعة المحمودة يقارنها الصبر والعدل، وهو وضع الأشياء مواضعها ، ومتى أفرطت هذه القوة فيه أخرجت إلى البغي والانتصار للنفس، لا لله، وطلب القهر لغيره، بحق وبغير حق، ومثل ذلك.
ومثله العفة والشبق؛ فالله عز وجل ركب في السجية الإنسانية شهوة إذا اعتدلت بها يكون التآلف بين الأزواج ، وبها يتم التوليد والتناسل، وعلامة اعتدالها أن تكون مقارنة للعقل، وتكون مقصورة على الحد المشروع في الأزواج والإماء ، لا تتعدى الهمة إلى غيرهن ومتى قصرت عن ذلك انحط صاحبها إلى العنة والبرودة، وموت الهمة، وهو عيب في الإنسان.
ومتى أفرطت جاوزت الهمة الحد المشروع، وأخرجته إلى الفواحش ، مما حرمه الله تعالى وكرهه، وقرنتها صفات النفس كما تقدم ذكره؛ وهي هم قضاء الوطر في كل ما يمكن قضاؤه من ذكر وأنثى ودابة واستمناء، فيتخلف عنها حكم العقل وميزانه.
وأعدل الأشياء : التوسط بين الإفراط والتفريط، وكذلك الحكم
Shafi 107